أعضاء ملعونة 3

 

" أعضاء ملعونه "


للكاتب : محمد فيوري

تصنيف : أدب رعب

اللغة : عامية مصريه

السن : + 18

الأجزاء : 6

تاريخ النشر : 12 - 10 - 2020



" نحن نهتم أن تتخيل ما تقرأ "




فيلا عمر ووعد - الزمالك

الحاديه عشر مساءً .. غرفة وعد .

وعد نائمه علي السرير في حالة هياج شديده مُكبلة بسلاسل حديدية ..

تتحرك بهستريا وعنف مع إهتزازات وإحتكاك أرجل السرير بالأرض .

 

اتفضلي ... شايفه بعينيك ... هي دي مراتي وعد يا مني مراتي وعد !!.

روحي قولي للدكتور بتاعك الفاشل اللي داير يتكلم عن نجاح العمليه فكل القنوات إنوا فاشل

والعمليه فاشله ، شايفه وعد بتعمل إيه يا مني شايفها ولا مش شايفاها ما تتكلمي إنطقي .

 

باش مهندس عمر إهدا أرجوك .. ده يُعتبر شيء طبيعي .. مُعظم حالات نقل الأعضاء بتكون

كده في الأول أرجوك صدقني إحنا مش بنضحك عليك ، ولو فيه حاجه غلط شايفها الدكتور دياب كان

هايقولك ، وانا هاقولك .. أرجوك هدي نفسك .. وبعدين أنا أول مره أجيلك بيتك انت مش هاتعزمني

علي حاجه اشربها زي ما وعدتني ولا إيه ..

 

مين زينب يا مني ... قوليلي لو تعرفي مين زينب ؟..

 

تنظر مني لعمر بإستغراب  وتوتر شديد ..

ها .. زينت ... زينب مين ؟.


تترك مني الغرفه فالحال وتجري إلي الخارج . تنزل السلالم الداخليه في ثواني معدودات

تخرج من باب الفيلا وتصعد سيارتها . تنطلق بها بسرعه لتصدر إيطارات سيارتها صوت الإحتكاك

الشديد تاركه حديقة الفيلا .... يتوجه عمر لينظر من نافذة غرفة وعد و يشاهد مني وهي تغادر المكان

بدون أي سبب واضح . مندهش لا يستوعب ماذا يجري ..

 

*** 

احد الطرق

سيارة المُمرضه مني

 

مني تقود السياره بسرعه فائقه وهي في حالة قلق وتوتر .. تمسك الهاتف وتتصل ..

 

الو ... دكتور دياب عمر سألني عن زينب

ماعرفش عرف إزاي ماعرفش . اتصرف أنا خايفه .. لازم نسيب مصر حالاً أنا وانت .

يعني إيه !! ..  وانا ... هاتسيبني يا دكتور دياب هاتسيبني .... ألو ..... ألو ... 

الحيوان الندل ... طيب .. يا أنا يا انت لو عتبت برجلك المطار . قذر قذر ..

 

تغير مني خط سيرها فالحال لتأخذ طريق العوده إلي فيلا عمر ووعد ..

 

***

فيلا عمر ووعد - الزمالك

 

تدخل مني من باب الفيلا بخطوات هادئه .. ناظرة إلي عمر بأسف وحصره وعينيها دامعه

 

أنا أسفه .. سامحوني .. أبوس ايديكم عايزاكم تسامحوني .. ده مش ذنبي أنا .. ده هو .. هو

 

ينظر لها عمر وهو مُشتت الفكر وحيران .

 

إهدي واقعدي وقوليلي كل حاجه بالتفصيل ... اتفضلي اقعدي يا مني ماتقلقيش .. اقعدي .

 

والله انا ماليش أي ذنب .. انا مُمرضه زي أي مُمرضه فالمستشفي بتعته

انا هقولك علي كل حاجه . هقولك زينب تبقي مين .. بس أرجوك سامحني أنا ماليش أي ذنب

 

بدون سابق إنذار تقف مني بكل هدوء صامته تماماً .. تسقط علي وجهها مطعونة بسكين

من خلف الرأس لتفارق الحياه فالحال .

 

ينظر عمر إلي وعد بإندهاش شديد من هول المنظر .. وهي تجلس علي الأرض  بجوار جثة

مني ، صادرة أنين وصوت مرعب مبحوح .. تتأمل رأس مني الغارقه في دمائها .. تمسك السكين

بقبضة يدها و تسحبه من الرأس .. ثم تنظر إلي عمر .. وتبدأ بالضحك بهستريا شديده .

 

*** 

مستشفي دكتور دياب

غرفة العناية الفائقة

 

عمر أنا عارفه إنك سامعني وحاسس بيا .. وعارفه كمان إنك حاسس بإيدي وهي ماسكه إيديك

وعارفه إن هايجي يوم وتفتح عينيك وترد عليا .. أنا وعد يا عمر .. وعد مراتك حبيبتك ..

 

***

فيلا عمر ووعد – الزمالك

 

مازالت وعد جالسه علي الأرض بجانب جثة المُمرضه مني .. تضحك بهستريا دون توقف

ينظر لها عمر مزهول يرتجف .. ثم يشعر فاجأة  بصداع شديد و يضع يده علي رأسه فالحال

 

هاهاها  أقصد حاسه إنها بتهدي كل شويه لما بتكون فيه حاجه قريبه منها

والفرامل اللي بتحصل كل شويه دي بتتعبني أنا بصراحه وبتخضني .

 

هاهاها  أقصد حاسه إنها بتهدي كل شويه لما بتكون فيه حاجه قريبه منها

 والفرامل اللي بتحصل كل شويه دي بتتعبني أنا بصراحه وبتخضني .

ينتهي الصوت من رأس عمر تدريجياً كصدي صوت ..

 

ينظر عمر لوعد ليجدها ترفع زراعها الأيمن ببطء وهي تشاور إلي أحد أركان الريسبشن

ثم تقف ببطء وتخطو بخطوات ضعيفه مهتزه إلي إتجاه الخروج من الفيلا وهي تصدر أنين

وصوت مرعب .. زونب .. عومور .. زونب .. زوينب ... سواعودوني ... زووونب

يتركها عمر تخرج من الفيلا وهو يراقب كل تحركاتها بحذرٍ وترقب شديد .. 

 

***

حديقة فيلا الزمالك

سيارة عمر

 

تفتح وعد باب السياره وتصعد وتجلس علي المقعد المجاور للسائق .. ويدها اليمني مرفوعه بشكل مُستمر

بإتجاه معين ... يقترب عمر من باب السياره ويغلقه  .. ثم يتجه ويفتح باب السائق ليركب بجوار وعد

يُشعل محرك السياره ويبدأ بالسير خروجاً من حديقة الفيلا ... وهو يراقب إتجاهات زرعها ليسير مع

إتجاهات زراعها و يدها اليمني ... وبعد نصف ساعه من القياده تصل السياره إلي إحدي الحارات الضيقه

والفقيره .. لتنظر وعد وهي شبه مُبتسمه إلي باب بيت مُتهالك وتشير بيدها إليه  ..

يقف عمر بالسياره أمام باب البيت مباشرة .. لتنزل وعد من السياره وتتجه إلي الباب وتخبط عليه بشده

بيدها اليمني وهي تبتسم وتضحك بهستريا ..

 

***

بيت جدة زينب

 

تفتح جدة زينب الباب وهي تضع طرحتها السوداء علي رأسها .. لترتمي وعد في حضنها وهي تبكي بشده

ثم تتركها وتدخل إلي البيت وهي تنظر إلي جميع الحوائط  لتجد صورة زينب مُعلقه .. تجلس بهدوء

علي الأرض وهي تتأمل الصوره ... يدخل عمر مسرعاً وهو ينظر إلي وعد .. ثم صورة زينب ..

 

أنتوا مين يابني يا حبيبي ؟؟ ... فيه إيه .. مالها الهانم ؟؟  أجبلها مايه ولا حاجه تشربها ..

 

ينظر عمر لجدة زينب و يطبطب علي كتفها بهدوء . ثم ينظر إلي صورة زينب المُعلقه علي الحائط

 

هي مين اللي فالصوره دي يا حجه .. ؟؟

 

دي زينب يابني . زينب حفيدتي الله يرحمها برحمته الواسعه .. منه لله  منه لله دياب القاضي

 

دياب القاضي !! ... هو عمل فيها إيه بالظبط يا حجه .. ياريت تقعدي وتفهميني وحده وحده

صدقيني أنا هساعدك وهقف جنبك مش هاسيبك ..

 

ماعرفش يابني عمل فيها إيه ماعرفش .. ولا راضي يقولي هو دفنها فين منه لله منه لله ..

 

بدون سابق إنذار تقف وعد ... لتتجه أمام جدة زينب مباشر .. وهي تشير إلي صورة

زينب ثم عينيها .. ثم تشير إلي صورة زينب ثم زراعها الأيمين .. ثم تشير إلي صورة زينب

ثم قدمها اليسري .. وكأنها تريد إرسال رساله للجده ... ليقف عمر في حالة زهول شديد .. وكأنه

فهم الرساله وما تعنيه زوجته وعد ..... ينظر عمر إلي جدة زينب .

 

هو .. الدكتور دياب .. إتفق معاكي إنو هايخد أو ينقل أعضاء من جسم حفيدتك زينب الله يرحمها

ويزعها عند حد تاني ؟ .. قوليلي ماتخفيش .. قوليلي أنا عايز أساعدك واقف جنبك .. وعلشان تساعدينا

انتي كمان أرجوكي ..

 

تظهر علامات الدهشه والإستغراب علي وجه الجده

 

إيه اللي انت بتقوله ده يابني أعوذ بالله أعضاء منها إزاي !! .. فهمني يا بني أبوس ايديك فهمني انت

والهانم أبوس ايديكم عايزه أعرف فين لحمي ودمي عايزه أعرف زينب مدفونه فين قولولي طمنوني

حرام عليكم  حرام عليكم اللي بتعملوه فيا ده ومايرضيش ربنا . ربنا ماقلش تعملوا كده فيا ولا فالناس ..

 

أهدي يا حجه وحدي الله وإستهدي بالله ... عيون مراتي وعد ودراعها اليمين ورجلها الشمال

يبقوا من لحمك ودمك .. دول أعضاء منقوله من حفيدتك المرحومة زينب لمراتي بدون علمنا

 أقسم بالله أنا بقولك الحقيقه .. الدكتور دياب ضحك علينا وعليكي ..

 

***

مستشفي الدكتور دياب

غرفة العناية الفائقه

 

زينب حبيبتي أنا جدتك رجاء .. أنا عارفه إنك سمعاني وحاسه بيا أنا عارفه ومتأكده يا بنتي

وربنا ربنا وحده هو اللي هيقومك ويرجعك ليا ولحضني بالسلامه ..

 

*** 

بيت جدة زينب

 

تجلس جدة زينب علي الكرسي صامتة تماماً وهي تتأمل جسد ووجه وعد .. و تبدأ دموعها تنهر علي خديها

بغزارة .. ثم تقوم بمد يديها إلي وعد تريدها أن تقترب منها لتحضنها .. فتقترب وعد وترتمي في حضنها

ويعانقان بعضهما بشده ... يشعر عمر بدوخه شديده ويجلس مُمسكاً رأسه بيده .. وكأنه يري أضواء بيضاء

قوية أمام عينه مُسببة له صداع رهيب .. يفتح عينه بصعوبة ليري أمام وجه الدكتور دياب وهو يبتسم له

بخبث . وفي يده مشرط يريد غرزه في عنقة ... يذداد تنفس عمر مع ضربات قلبه بسرعة رهيبه

وأحداث وصور و ذكريات  تمر في ذهنه بسرعه .. ثم يشعر بيد تمسك يده .. فيفتح عينه .. ليجد وعد أمامه

وهي تحمل ساطور ..

 

وعد ... وعد إيه اللي معاكي ده سيبي اللي في ايديك ده هاتي هاتي . هاتي يا وعد ..

 

ترفض وعد أعطاء عمر الساطور ..

 

***

فيلا عمر ووعد - الزمالك 

كاتيل زجاجي بداخله ماء يغلي .

وعد سارحه وهي تنظر لماء الكاتيل في إنتظار الإنتهاء لعمل نسكافيه

تتنهد وعد ... ونضع ملعقة نسكافيه داخل المج وتمسك الكاتيل لتصب الماء في المج .

يدخل عليها المطبخ الحج عارف

وعد هانم .. لا مؤخذه . في عربيه بره وجايبه ورد كتير

هو حضرتك اللي طلبتي الورد ده كله ..

 

أيوه يا حج عارف ده الورد اللي أنا طلبته من المشتل الصبح

ياريت تجيب الورد عندي هنا علشان أنا وأنت هنزين بالورد ده البيت كله

بمناسبة خروج عمر من المستشفى ده هيبقي أجمل يوم فحياتي كلها .

 

الله يسعدكم ويخليكم لبعض ، حالاً من عينيا الأتنين هاروح أجيبه  ..

 

***

بيت جدة زينب

 

مازالت وعد مُمسكة بالساطور في يدها . تمد يدها الأخرى لعمر ثم تشاور علي السياره خارج البيت

ينظرعمر لوعد بإستغراب ثم إلي جدة زينب .. ثم يخرج من البيت سريعاً ويتوجه إلي السياره

تلحق به وعد ومازالت مُمسكة بالساطور تركب السياره . يُشعل عمر محرك السياره وهو يترقب

تصرفات وعد الغريبه وينطلق بالسياره .. ترفع وعد زراعها الأيمن وتشاور . ويبدأ عمر السير

بالسياره مع إتجاهات زراعها .. حتي يصلوا إلي مكان بعيداً عن ضجيج المدينه ...

 

مقابر الصدقة

 

مازال عمر يقود السياره مع إتجاهات زراعها الأيمن دخولاً إلي المقابر وحرات المقابر الضيقه .

لتقف السياره أمام غرفة مقبره ذو باب حيديدي مُغلق بقفل صديء .. مكتوب عليها  مقبرة

المرحومه  زينب الدري رحيم ..

تنزل وعد من السياره سريعاً وهي حامله الساطور وتتوجه فالحال إلي باب المقبره وهي تبكي

بشده .. ثم تبدأ تتحدث وتنطق الكلمات بشكل طبيعي ..

 

سامحيني سامحيني يا زينب . مش أنا ده هُما مش أنا ده هُما .. الدكتور دياب ومني وعمر

عمر جوزي هو السبب . هو السبب إنك تعيشي في عذاب وأنا أعيش معاكي في عذاب

 

ينزل عمر من السياره وهو في أشد الإستغراب يتقدم بضعة خطوات لكنه يضع يده علي رأسه

يشعر بصداع رهيب وأضواء بيضاء قويه فيقف ثابت في مكانه ... تبدأ وعد بكسر قفل مقبرة

زينب بالساطور وتدخل ... ثم تجلس بجانب المقبره وتضع الساطور إلي جانبها علي الأرض

وتبدأ بالحفر وهي تنهج بشده ... لازال عمر يشاهدها لكنه لا يستطيع التحرك وكأن شيئأً

ما لا يريده أن يتحرك خطوة واحده ... تنظر وعد إلي عمر وهي تحفر و تبكي ...

 

 سامحني سامحيني يا عمر ماتزعلش مني ... ده حقها . حقها يا عمر .. انا لازم أرجعلها

حقها  درعها ورجليها وعينيها ... ده مش حقي يا عمر مش حقي ... ده حقها

 

 

تمد وعد زاعها علي رخامه بالقرب منها وتمسك بالساطور ... ثم تنظر إلي عمر و تبدأ بالضحك

بهستريا ..

 

وعد إياكي إياكي يا وعد إياكي تعملي كده إرجعي أبوس ايديك  إرجعي ماتعمليش إرجعي إرجعي إرجعي

 

المستشفى - مكتب الدكتور دياب

 

وعد جالسه مع الدكتور دياب يضحكان يبدو عليهم السعاده  .

 

مش قولتك ماتقلقيش خالص يا وعد هانم هتتكلموا قريب قوي انتي والباش مهندس عمر مع بعض بإذن الله .

 

المقابر

 

عمر جالساً علي الأرض بجانب السياره منهار يبكي بشده  وهو ينظر علي وعد داخل المقبره

لا يتحرك كالمشلول يتصبب عرقاً و ينهج بشده  واضعاً يده علي قلبه  .

 

 ليييييييه ... ليه يا وعد ليه .... ليييييييه . لييييييييييييييييه

 

وعد ملقاة علي ظهرها غارقة في دمائها وبجانبها زراعها الأيسر المبتور ورجلها اليمني المبتوره

ومُقلتي العين غارقة بالدماء فوق بطنها ..

 

المستشفى

الواحدة ظهراً ..

غرفة عمر الخاصه جداً ..

 

ضوء أبيض شديد ....... دكتور دياب مرتدي جونتي أبيض . رافعاً جفن عمر بإصبعه مُمسكاً بكشاف رفيع

قوي الأضاءة البيضاء ... يقوم بتوجيهه الضوء علي نني العين مباشرة .

 

عمر .... يلا يا بطل هانت ... عمر حرك عينيك يمين .....  تمام .. حلو أوي يا بطل

حركها علشان  خاطري المرادي شمال  ...... حلو حلو يا عمر مشاء الله عليك

أنا عايز أقولك إن مدام وعد مراتك طايره من الفرحه من إمبارح .. كلنا عارفين ومتأكدين أنك

سامع كل شيء وحاسس بكل شيء بيدور حوليك من 6 سنين .. يلا بقي علشان وعد هانم تعبت من

وجودها كل يوم فالمستشفي ومش بتسيبك لحظه وحده  و بيتكم منتظركم  ..

 

***

المستشفى 

الثانيه ظهراً ...

غرفة زينب الخاصه جداً

 

يارب يارب يارب حفيدتك زينب تقوم بالسلامه يا مدام رجاء  

ونسمع خبر حلو زي اللي سمعناه عن عمر إمبارح من الدكتور دياب ..

 

يمسع من بؤك ربنا يا وعد يا بنتي يا حبيبتي .. والله دي بشرة خير علينا كلنا

أنتي مش متخيله فرحتي كانت عامله إزاي لما قولتيلي والدكتور دياب قالي إن عمر

 

تدخل المُمرضه مني مُبتسمه سعيده بشده وهي تقاطعهم .

 

مدام وعد تعالي بسرعه معايا باش مهندس عمر نطق و أتكلم  تعالي يا مدام رجاء

  تعالوا تعالوا معايا بسرعه بسرعه يلا .

 

***

غرفة عمر الخاصه

 

تفتح وعد باب الغرفه بالهفه ... لتري عمر جالساً علي السرير .... تظل واقفه في مكانها لا تتحرك

تنظر له مدة طويله من الزمن .. تنهمر دموعها بغزاره .. تطبطب علي كتفها مدام رجاء ومني ..

 

***

بعد مرور شهرين

فيلا عمر ووعد - الزمالك 

الرابعه عصراً ..  الحديقه .

كل لحظه كانت بتعدي عليا كأنها كابوس فظيع يا وعد . كابوس فظيع مش عايز أفتكر أي حاجه منه

عذاب وجحيم لا يُطاق .. كنت بحس بيكي وانتي قاعده جنبي وأيديك وهي لمسه أيدي وبطمنيني وبسمعك

بس كل كلمه منك ومن الموجودين حواليا  كانت بتترجم في خيالي لكبوس وجحيم . وانا مش عارف أتحرك

ولا أنطق ولا أفتح عيني شلل تام في كل عضو من جسمي .. كتير حولت أطمنك عليا بس كنت بفشل .

 

يعني يا عمر ما كنتش بتفتكر أي حاجه بنا خالص وإحنا صغيرين في المانيا

أو بعد ما أتجوزنا وجينا مصر .

 

حاجه وحده بس يا وعد اللي كانت ديماً بتتكرر في خيالي .. وهي كلامك الأخير معايا عن فرامل العربيه

و بس .. لكن عايز أعرف حاجه وأتأكد منها  ... هي مين  زينب الدري رحيم . وهي عايشه ولا ميته ؟..

 

حاجه غريبه !! .. أنت عرفت اسمها بالكامل إزاي يا عمر .. زينب .. مصابه بغيبوبه من عشر سنين

والغرفه بتعتها كانت جنب غرفتك فالمستشفي ... ثواني نسيت أعرفك علي الحج عارف وحفيدته صباح

تعالي يا حج عارف واقف بعيد ليه تعالي سلم علي عمر . تعالي يا صباح يا حبيبتي قربي .

 

يلتفت عمر بنظره إلي الحج عارف وصباح ..... ثم يبتسم .

 

وعد ..

 أنا أعرف صباح .. والحج عارف .. والدكتور دياب .. و المُمرضه مني .. وزينب .. ورجاء جدة

زينب ... وحافظ تفصيل و ملامح كل حد فيهم ونبرة صوتهم كويس قوي .

وأعرف كمان كل شبر فالفيلا والجنينه والشوارع اللي حوالين الفيلا والزمالك وكل مكان في مصر

وعنوان مستشفي الدكتور دياب اللي كنت بزورك فيها لمدة 6 سنين من بعد الحادثه .

 

تقف وعد ... وتنظر لعمر بإستغراب شديد وتظل مدة طويله من الوقت لا تنطق ..

 

بتزورني فيها !!.

إزاي يا عمر ! .... إزاي وانت كنت في غيبوبه السنين دي كلها وماتحركتش من المستشفى

و إزاي ... إزاي تعرف الحج عارف وصباح .. دول ماجوش زاروك في المستشقي نهائي

ولا أنا كنت بجيب سيرتهم قصادك ... دول تقريباً مستلمين الشغل هنا بقالهم شهر واحد بس    


دمتم يخير : محمد فيوري 

جزء جديد قريباً

ادب رعب
يونيو 01, 2022
0

تعليقات

Search