" أحمر أزرق أسود "
للكاتب : محمد فيوري
تصنيف : قصة أغنيه
" دراما إجتماعيه "
بيت محمود ورنا
العاشره مساء .. الريسبشن
رنا جالسه تشاهد التلفاز
يبدو عليها الحزن دامعة العينين مهمومه سارحه
لا تبالي لصوت أولادها الصغار ريناس وتيم أثناء لعبهم ببعض الألعاب
يدخل محمود من باب البيت
عائداً من عمله . يضع حقيبته السامسونايت علي
الأرض وهو يقوم بفك
رابطة عنقه باليد الأخرى ناظراً لزوجته رانا بتعجب
يصمت قليلاً ... ثم يتقدم بخطوات
هادئه ويجلس بجوار رنا .
خير مالك ... لسه زعلانه مني ؟..
لاء يا محمود .. مش
زعلانه .. أنا واخده علي كده من 8 سنين
مش شيء جديد .. لكن
ماتوعدنيش إنك جاي فالطريق علشان نتغدا
كلنا مع بعض الساعه خمسه ولسه أنت واصل دلوقتي .. وب ..
يقف وهو يقاطعها ويشاور بيده .
بس بس بس ... انا كنت
فاكرك زعلانه إني مديت إيدي عليكي الصبح
أصلك جبله .. هاهاهاها
.. تصبحي علي خير أنا مش فاضي للكلام ده
إبقي ... حصليني علي
السرير لو عايزه ..
***
غرفة ريناس و تيم
الثانية عشر مساء ..
إضاءة
خافته وهدوء تام .. رنا ذاهبه فالنوم تتوسط ربناس وتيم علي الفراش
يدخل
محمود الغرفه ويشعل الضوء وينادي علي رنا بصوت خافت .
رنا
..... رنا .......... رنا .
تفتح
رنا عينيها وتستيقظ وهي تشاورعلي فمها بإصبعها ليصمت وتتحدث معه بهمس .
عايز
إيه ... إطفي النور وأطلع بره . ماتعملش قلق الأولاد هيصحوا .
وأنا
بقولك قومي تعالي معايا ... ماتخلنيش أعلي صوتي وأصحيهم ... قومي يلا .
طيب
أطفي النور وأمشي ....... أمشي أنا جايه .... أمشي .
يصمت
محمود للحظات .. ثم يخرج من الغرقة ويترك الضوء مُشتعل
***
غرفة نوم محمود ورنا
محمود
مستلقي علي الفراش يدخن سيجاره وبجانبه فنجان قهوه
تأتي
رنا وتظل واقفه علي باب الغرفه دون أن تدخل .
أنت
مش هتبطل تيجي تقلقني وتقلق الأولاد كل يوم بحركاتك وعاميلك دي !.
خلي عندك شوية دم يا أخي وحس بينا شويه ..
وانتي
مش هتبطلي ماتجيش تنامي معايا علي السرير ده بقالك أسبوع ... عايز أفهم ليه ده كله
؟..
ماحنا
من 8 سنين بنتخانق عادي وبضربك وبهذقك وبمسح بكرامتك الأرض قدام كل الناس
وانتي
جبله مابتحسيش .. جايه ليه اليومين دول تتنططي عليا وتغضبي وتفتحي بؤك عايز أفهم
أوعي
تكون عبير صحبتك هي اللي مسلطاكي عليا و لا تكون امك هي اللي قالتلك أعلمي كده .
لا
عبير صحبتي ولا أمي .. انا مابفتحش أي مواضيع مع أي حد ولا بطلع أسرار البيت لأي
حد
وانت
عارف كده كويس ... أنت أمتي هتبطل قلة ذوقك وعمايلك القذره دي معايا أنا تعبت ؟.
حاضر
هبطل .... هبطل يا رنا .... تعالي .... تعالي بقي مش قادر .
***
بيت أم رنا
الثانيه ظهراً .. الريسبشن ..
تيتا
.. هو جدو سالم كان بيضربك ولما تيجي تصوتي من الوجع كنتي بتحطي إيديك علي بؤك
علشان ماحدش يسمعك ..
هاهاهاها
.. جدو سالم الله يرحمه كان بيعشق تيتا وعمره ما مد إيده عليا .. ولو كان عايش
كانت
روحه هتبقي فيكي انتي وتيم أخوكي ..
وبعدين انتي جبتي الكلام ده منين يا مسخوطه .
تنظر
رنا لريناس بتعجب شديد .
ريناس
.. قومي اطلعي العبي فالبلكونه مع تيم .. يلا قومي يا حبيبتي ..
تترك
ريناس المكان وتذهب للبلكونه .. ثم تنظر الأم لرنا بإستغراب ..
هي
بنتك جابت الكلام ده منين يا رنا .. وإيه اللي يخلي طفله صغيره تقول كلام زي ده ؟.
أبداً
يا ماما من الأفلام والكرتون والقرف اللي بيتفرجوا عليه ليل نهار .
أوعي
تكوني إنتي ومحمود بتتخنقوا قدام الأولاد .. في مشاكل ولا أي حاجه حصلت بينكم تاني يا بنتي
مهو
مش معقول كل شهر من ساعة ماتجوزتوا ده يحصل وانا واخواتك ساكتين مابنتكلمش ولا بننطق
ولا بنتدخل علشان خاطرك وعاملين ليكي ألف حساب .
ماما
يا حبيبتي .. انا بعشق محمود جوزي وروحي كلها فيه .. ومهما يحصل بيني وبينه أنا
راضيه
علشان
بعشقه .. وبعدين أطمني خالص ما انا محافظه علي البيت أهو بقالي 8 سنين وعايشه ..
ها
... أنا ست جدعه ولا لاء .... ماتنطقي يا ماما ساكته ليه .... جدعه ولا لاء ...
جدعه
.... جدعه يا رنا يا بنتي .. ربنا يهدي سركم يارب ويخليكوا لبعض .
أمين
يا رب ... إيديك بقي يا ست الكل علي ألفين جنيه عايزه أشتري شوية حاجات ..
***
سيارة محمود
الرابعه
عصر ..
محمود
يقود سيارته وبجانبه .. عبير صديقة رنا .
يعني
أيه بقالنا سنه نعرف بعض ومانفذتش حاجه .. عايزاني أطلقها يعني
مش
لما تطلقي انتي الأول .. ابقي أطلقها .. ماتقولي كلام يدخل العقل .
أتطلق
أنا إزاي بس والتاني مسافر ولا عند ريحة الدم .. ماعندوش نقطة دم وحده
لدرجة
إني قولتله أنا بحب واحد تاني وبنام معاه علشان يحس علي دمه ويطلقني
عارف
رده كان إيه البارد .. انا مش مصدقك و طلاق مش هطلق ومافيش حد هيعيش معاكي
غيري
أنا وبس لإني بعشقك .. طب أعمل إيه تاني أبعتله صوره ليا وليك وإحنا علي السرير
علشان
يحس علي دمه ويصدق .... وماعتقدش لو شاف كده هيطلقني برضو .. إيه رأيك بقي !.
***
بيت محمود ورنا
السابعه مساء .. الريسبشن ..
تدخل
رنا من باب البيت وهي حاملة بعض الأكياس من إحتياجات البيت
يسبقاها
للدخول ريناس وتيم .... تتوجه رنا إلي المطبخ ... تفتح التلاجه
لتضع
بعض الأطعمه و المعلبات ... تنظر لتيم وريناس وهما يلعبان .
تيم
روح العب في اوضتك وخلي ريناس معايا علشان عايزاها تساعدني .
يذهب
تيم الي غرفته فالحال ... ثم تمسك رنا ريناس من كف يدها وتتجه بها إلي الريسبشن .
تعالي
... أقعدي جنبي هنا ... ماتخفيش ... ها .. قوليلي بقي انتي جبتي الكلام اللي انتي
قولتيه
لتيتا
النهارده ده منين ؟..
كلام
إيه يا ماما ! ..
لما
سألتيها إنو جدو كان بيضربها ولا لاء ..
أه
.... أصل شوفت بابا وهو ماسك شعرك جامد وبيضربك علي وشك
وانتي
كنتي واقفه قصاده وعايزه تصرخي وحاطه إيديك علي بؤك ..
وامتي
شوفتي الكلام ده ؟.
إمبارح
اللي هو قبل النهارده ..
تقصدي
اول إمبارح مش كده ..
أيوه
.. كنت رايحه المطبخ أشرب وسمعتكم .
وبعدين وقفت جنب باب اوضتك انتي وهو وشوفت كده .
طيب
يا حبيبتي بابا ماكنش بيضربني ولا أنا كنت عايزه اصرخ ... ده إحنا كنا بنهزر مع
بعض .
أه
... كنتوا بتهزروا ... خلاص انا هقول لتيم إن بابا ماكنش بيضرب ماما وكانوا بيهزروا
.
استني
عندك اقعدي تعالي انا بكلمك ... انتي قولتي لتيم بابا ضرب ماما .
ايوه
قولتله .. بس هو صغير مش فاهم حاجه .
وانتي
اللي كبيره يعني .... تعالي ... تعالي في حضني قربي هاتي بوسه .
***
بيت عبير
الثامنه مساء .. غرفة النوم ..
حضنك دافي أوي
.. وانا معاك بنسي الدنيا كلها .. بنسي اسمي وأصلي وفصلي وعنواني .
وبعدين أنا مش عايزاك تاخد علي كده .. لحسن تيجي
فيوم وتبص لجسمي وتشوفه عادي فنظرك
أيوه أنا همنعك تعمل كده معايا . لازم تشتاق .. مش
كل يوم يا محمود انت دوبتني وبتدوبني أكتر وأكتر .
انتي جايه بعد سنه وإحنا غرقنين كل يوم في العسل و تقوليلي كده .. وشاكه كمان في إشتياقي ليكي
طيب إيه رأيك بقي مش هيبقي كل يوم وبس ... ده
هيبقي من تلات لأربع مرات فاليوم الواحد .
ها .. ده يرضيكي ويكفيكي ويخليكي تتهدي ولا إيه حكايتك أنتي مابتشبعيش !.
لاء .. منك أنت .. عمري ما أشبع .
طيب قوليلي بعد اللي حصل بنا ده كله دلوقتي
والمرمغه والنعكشه والمخدات اللي وقعه علي الأرض دي كلها
حاسه إيه دلوقتي .
لاء ... لاء ...... أنا لسه جعانه .
كل ده ولسه جعانه !!! .... عبير يا حبيبتي ..
اطلبلك كنتاكي .
هاهاهاها .. لاء أنا عايزاك انت .. فاضلك تلات
مرات كمان
مش انت لسه قايل من شويه تلاته أو أربع مرات فاليوم .. خليك بقي راجل وقد كلمتك .
***
بيت محمود ورنا
اليوم التالي
الثالثه عصراً .. الريسبشن ..
رنا تقوم بضيافة صديقتها عبير .. بتقديم كؤس
القهوه وتجلس بجوارها ..
شكلك متضايق وشايله الهم ليه كده يا رنا .. فيه إيه
!!..
قوليلي كل
حاجه أنا عبير صحبتك وأختك وانتي عارفه كده كويس .. أنتي محتاجه فلوس .
لاء يا عبير يا حبيبتي مستوره والحمد الله ..
فكرتيني لما محمود يقبض هحاول
اخد منه جزء من الخمس اَلاف اللي كنت سلفاهم منك .
إعذريني انا اتأخرت عليكي .
ماتقوليش كده يا عبيطه انتي اختي واكتر من اختي
كمان ... مشاء الله ريناس وتيم كبروا
ربنا يحفظهم ويحميهم ... إنتوا مش ناوين تخلفوا
تاني .. ولا خلاص كده كفايا
قوليلي يا رنا انتي بتنامي مع محمود جوزك ولا الهم
اللي انتي شايلاه مأثر علي علاقتكم .
بنام مع محمود جوزي !! .
يا خربيتك انتي إزاي بتسألي السوأل بالإسلوب
والشكل ده .. فيه إسلوب تاني محترم عن كده شويه
علي العموم ... لاء .. إحنا مش عايزين خلفه تاني كفايا
علينا ريناس وتيم ربنا يخليهم .
انا أسفه . ماقصدش لو أحرجتك يا رنا يا حبيبتي .. حقك
عليا
انا محتاجه دلوقتي أروح الحمام أتوضأ علشان أصلي
العصر . ممكن أروح الحمام .
اتفضلي يا عبير ده كلام انتي بتستأذني .. ده بيتك
..
***
قاعة ألعاب للأطفال
السادسه مساء ..
ريناس وتيم يضحكون فارحين أعلي لعبة الكاروسيل .
رنا جالسه وحيده . نتظر لهم مبتسمه سعيده لسعادتهم
ثم تسرح بخيالها لثمانية أعوام مضت .
فلاش باك
1
بيت عائلة رنا
غرفة رنا ..
عيب بقي العريس بره .. لازم تطلعي علي الأقل
تشوفيه وبعدين تقولي رأيك فيه .
يابنتي إحنا مابنغصبش عليكي والرأي رأيك انتي . بلاش
تحرجينا مع الناس .
حاضر ... حاضر يا ماما .. هطلع أشوفه لو ده يريحك
انتي وبابا واخواتي .
تقترب الأم وتمسك رأس رنا وتعطيها قبله ..
يلا بقي ماتتأخريش .. انتي بقالك كتير بتلبسي
وبتتذوقي .. انتي زي القمر من غير ذواق .
فلاش باك
2
احد المطاعم الفاخره
التاسعه مساء ..
رنا ومحمود جالسين أمام طاوله مليئة بالأطعمه المتنوعة ..
أبداً .. تقريباً انا وافقت إنك تخطبني علشان شكلك
جميل و جذاب وعجبتني
بس من ناحية إنسان دي .. انا لسه ماعرفتكش كويس
علشان أحكم .. بس إحساسي
بيقولي إنك إنسان مُحترم يا محمود وهتتقي الله فيا
وحاسه إنك حبتني بجد .
إيه اللي بتقوليه ده انتي مش عارفه قيمة نفسك يا
رنا من ناحية جمالك وأدبك ورقتك
انا عايز أخبيكي وأشيلك جوا عينيا وابعدك عن عيون
الناس والعالم كله .
أنتي مش عارفه اول ما شوفتك جايه قصادي عملتي إيه في
عقلي وخطفتي قلبي إزاي
وبعدين من ناحية الإنسانيه والتقدير .. انا جايب
اكل قدامك أهو بتلات تلاف جنيه .
نعم !!! .. هي الإنسانيه والتقدير في نظرك بيتقاسوا بالفلوس يا محمود ..
إنتهاء الفلاش باك والعودة إلي قاعة العاب الأطفال
رنا مازالت جالسه سارحه تتذكر ماضيها وحاضرها ..
يا مدام ... يا مدام !.
أيوه .. أيوه نعم فيه حاجه .
ولاد حضرتك بيعيطوا هناك .
تقف رنا مفزوعه وهي تنظر في كل إتجاه .
ولادي إيه اللي حصلهم .
مافيش حاجه ماتقلقيش دول بس عايزين يعدولك ويجولك وتقريباً
أنتي ماكونتيش سمعاهم .
***
بيت محمود ورنا
الثانيه عشر مساء .. غرفة ريناس وتيم ..
ريناس مستلقيه علي الفراش وفي يدها دميه تداعبها .
وتيم ذاهبا فالنوم علي الفراش الأخر.
تتوقف ريناس عن العب مع دميتها وتصمت قليلاً ..
ثم تترك فراشها وتتجه ناحية فراش تيم ..
تيم ... تيم .... يا تيم ..
قوم اصحي
ماما وبابا بيتخنقوا .. تعالي معايا نشوفهم بيعملوا إيه .
يستيقظ تيم و يصرخ في وجه ريناس لتبتعد عنه وتكف عن الكلام .
طيب خلاص خليك نايم ... انا كمان مش هروح وهنام .
تعود ريناس لفراشها مره اخري وتستلقي عليه واضعة يديها تحت خدها سارحه .
غرفة محمود ورنا
محمود في قمة الغضب والعصبيه الشديده
مُمسكاً بشعر رنا بين قبضت يده وهو يقوم بضربها
ولكمها علي وجهها .
تصرفي ليه ألف جنيه علي الملاهي والمطاعم والزفت
إلهي يولع فيكي وفيهم في يوم واحد
انا عيشتي بقت سوده مهببه منك ومنهم إلهي يخدهم
وأرتاح منهم لو هيحرقوا المصاريف بالشكل ده .
يتركها ويجلس علي السرير وهو ينهج بشده .
أنا قلبي هيقف منك وهاموت .. منك لله يا رنا .. هاموت .
تقترب رنا
بخطوات هادئه وهي واضعة يدها علي فمها تبكي . تجلس بجانب محمود .
أنا أسفه ... ماتقولش كده .. ربنا يخدني أنا .. ويخليك
أنت والعيال
انا كنت عايزه بس اخرجهم وافرحهم علشان انت مش
معانا ومش فاضيلنا
سامحني .. ماتعملش في نفسك كده ابوس ايديك سامحني
.. والفلوس اللي صرفتها دي
انا هستلفها من ماما بكره وهرجعهالك .. والله
العظيم هرجعهالك .. بطل بقي علشان خاطري
ماتعملش في نفسك كده وتحرق دمك بسببي . أنت
ماتعرفش بتعمل فيا إيه لما تكون زعلان .
حاضر يا رنا ... أكيد هاتجيبي الفلوس .
والله العظيم هاجيبلك الفلوس بكره ..
طيب ... خلاص أنا هديت .. اتخرست وسكتت . اتخرست وسكتت يا رنا .
خدني في حضنك بقي ... انا مش بحس بالراحه إلا في
حضنك انت .
نعم ... يعني إيه بقي إنشاء الله الكلام ده ..
وعايزه تحسي بالراحه فحضن مين تاني يا هانم .
مش قصدي .. يعني لا أمي ولا اخواتي ولا أي حد منهم بحس بحضنه غير حضنك أنت .
***
بيت عبير
الثانيه ظهراً .. الريسبشن ..
الو ... بقالك أسبوع مابتردش علي تليفونات أو
رسايلي ومختفي ... فيه إيه يا محمود ماتفهمني !! .
" لاء مافيش أي حاجه يا عبير .. أصلي أنا
عرفت من رنا إنك بتيجي البيت كتير وكمان كنتي بتسلفيها
فلوس من ورايا وانا ماعرفش . وانا منبه عليكي
ماتعتبيش بيتي ولا ليكي أي دعوه برنا ماسمعتيش الكلام "
أه .... أفهم من كده إنك بتعلمني الأدب مثلاً ...
طيب يا محمود انا مستنيك النهارده بالليل
علشان أنت و حشتني .. ولا التلاته والاربعه مابقوش ليا خالص دلوقتي ؟.
" اسمعي يا عبير لا تلاته ولا أربعه .. انا
فالشغل دلوقتي ومش فاضي . ياريت نتكلم بعدين "
لاء أسمع انت .. لو ماجتش بالليل أنا مش عايزه
أشوفك ولا أعرفك تاني ..
***
بيت محمود ورنا
الرابعه عصراً ... المطبخ ..
رنا منهمكه فالعمل داخل المطبخ ما بين تقشير
البطاطس والخضروات وغسيل الأطباق
ودوشة الأولاد . ثم تقوم بوضع صنية الطعام إلي داخل الفرن ... يشاهدونها ريناس وتيم .
ماما ... هي إيه الألوان اللي علي دراعك دي ..
ألوان إيه ريناس ... فين دي !! ..
الألوان دي يا ماما ... أهي ... أهي دي إللي علي
دراعك ..
تغلق رنا الفرن ... وتنظر لذراعها الأيمن لتجد بقع
كثيره .. تترك المطبخ وتذهب إلي الريسبشن
بخطوات هادئه وهي سارحه .. لتلحق بها ريناس .. ثم
تيم .. ويجلسون بجوارها سوياً..
تظل رنا ناظره إلي البقع سارحه ..
بصي يا ماما .. عندك لون أحمر .. و أزرق ... و ... أسود ..
يبدأ تيم بالبكاء يريد أن يري .
عايز أشوف عايز أشوف ... وروني . ورونييييي .
تعالي يا تيم بص دراع ماما فيه ألوان .. أحمر ..
وأزرق .. وأسود ..
ريناس يا حبيبتي .. دي الوان انا كنت بجربها بأقلام
الأيلاينر علشان عيني
القلم اللي برسم بيه عينيا هنا يا ريناس قربي من عينيا شوفي .. قرب يا تيم تعالي شوف عين ماما ..
لاء يا ماما .. ماتكدبيش عليا .. انا شوفت بابا
وهو ماسك دراعك ده جامد وبيضربك عليه
بابا مش بيحبك ... بس انا بحبكم أنتوا الأتنين
وبحب تيم كمان ..
إياكي حسك عينيك تتكلمي في مواضيع زي دي تاني
انتي فاهمه ولا لاء
دي مواضيع
كبار مالكيش دعوه بيها سمعاني وإلا قسماً عظماً يا ريناس همد إيدي عليكي وأضربك
إياكي تكرري الموضوع ده تاني أو تنقلي كلام لحد أو
لتيتا مفهوم .
بابا بيحبنا كلنا .. بيحب ريناس . وبيحب تيم .
وبيحب ماما وبيجبلنا كل حاجه نفسنا فيها
هو اللي بياخد باله مننا . وبيدينا فلوس كتييييير
علشان نخرج ونشتري هدوم ونتفسح ونروح ملاهي
ونروح ناكل فالمطعم .. ولما تيم او ريناس يتعبوا
هو برضو اللي بيدينا فلوس علشان نروح للدكتور
ونتعالج ... بس انا اللي بروح معاكم ديماً في كل
حته وفي كل مكان علشان هو مشغول حرام مش فاضي .
صح يا ماما ... بابا بيحبنا كلنا .. أنا بحبه أوي
أوي أوي .
وأنا كمان بحب بابا وبحبكم أوي أوي أوي
يلا بقي قولولي مين اللي هيلحق ويديني حضن وبوسه
بسرعه تيم ولا ريناس ؟..
أنا .... أنا .... أنا ...
***
بيت محمود ورنا
الواحده بعد منتصف الليل .. المطبخ ..
يدخل محمود إلي المطبخ وفي يده الموبايل يتصل ..
الو ... خير يا عبير . مش هتبطلي شويه انتي كده
بتعملي مشاكل بيني وبين رنا علي الفاضي ..
" يعني ماجتش برضو يا محمود "
لاء مش هاجي أنا تعبان وهلكان خليها بكره .. بكره
أكيد هكون عندك ومعاكي .
" لاء يا محمود حججك وأعذارك كترت وبقالك
فتره متغير مش عارفه ليه
و أنا خلاص مش عايزاك لا النهارده ولا بكره "
تغلق عبير المكالمه في وجه محمود ..
يضع محمود الموبايل جانباً .. ويُشعل سيجاره ..
أخذاً نفس عميق .. ينفج الدخان فالهواء إلي الأعلى .
غرفة رنا ومحمود
رنا مستلقيه علي السرير ذاهبة في نوم عميق
تأتي رساله علي هاتفها .. تفتح عيناها و تستيقظ
وتمسك بالهاتف لتري الرساله
تذداد نبضات قلبها شيئاً فشيئاً واضعة يدها علي
فمها .. تبدأ تنهمر دموعها بغزارة
وهي تشاهد صور لمحمود وعبير في وضع حميمي
حار علي الفراش ..
يدخل محمود الغرفه ... وينظر لرنا وهو مستغرب و
متعجب ..
فيه إيه .... مالك .. إيه اللي صحاكي ..
رنا جسدها بأكمله يرتجف منهاره تبكي .
طلقني ..... أبوس إيديك طلقني كفايا لحد هنا إلا ده كفايا
لحد هنا كفايا لحد هنا .
أطلقك !! .... أنتي أول مره في حياتك تنطقيها و
تقوليها ... أطلقك ليه ... وريني اللي في إيديك ده ..
يخطف
محمود الهاتف من يد رنا .... ليري المصيبه الكبرى ... لكنه لا يبالي و يبتسم
بسخريه ..
ها ها ... عادي يا رنا ... أنا راجل وليا الحق
أعمل كده .. الشرع محللي أربعه ..
أتجوزتها أمتي يا محمود ؟...... إنطق رد عليا ...
أتجوزتها أمتي .
اتجوزتها .... من سنه .... نامي وبكره الصبح لما
نصحي نبقي نتخانق ويحلها ألف حلال .
تترك رنا الغرفه فالحال وهي مصدومه منهاره تبكي بشده ..
تتوجه إلي باب البيت تفتحه وتخرج تاركة البيت و
زوجها محمود وأولادها ريناس و تيم ...
يذهب محمود خلف رنا سريعاً وهو ينادي عليها ليراها وهي تنزل سلالم العماره حافية
رنا استني عندك انا بكدب عليكي ماتجوزتهاش وهطلقك لو عايزه هطلقك يا رنا
إرجعي يا رنا إرجعي بقولك . انا محمود محمود
جوزك حبيبك إرجعي إرجعي .
الضغط علي العلامة الخضراء لسماع أغنية القصه MP4
" يخسر الرجل المرأة
الصالحة كلما ظهرت المرأة ألفاسدة "
دمتم بخير : محمد فيوري
" جميع قصص " قصة أغنيه " هي قصص حقيقية لأشخاص حقيقيون يعشون لحظاتها
فالواقع والوقت الحالي وأثناء كتابة القصة و نشرها "
{ لكتابة قصة أغنيه تواصلوا معنا و اتصلوا بنا }
لغة القصة عامية مصرية . أحداث القصة تدور داخل مصر فقط . أياً كانت الجنسية .
تعليقات
إرسال تعليق