البداية فرج و النهاية فرح 2

 

" البداية فرج والنهاية فرح  2 "


للكاتب : محمد فيوري 

تصنيف : كوميدي رومانسي

اللغة : عامية مصريه 

الجزء 2

السن : متاح للجميع 

تاريخ النشر : 12-2-2022





" نحن نهتم أن تتخيل ما تقرأ "

 

بيت فرح

 

غرفة فرح ..

فرح واقفه أمام شباك غرفتها واضعة يدها تحت خدها سارحه تنظر للنيل أمامها . تتأمل غروب الشمس

بلونها البرتقالي الأخاذ .. يرن هاتفها المتواجد بيدها الأخرى .. تنظر لشاشة الهاتف لتجد

الدكتور صوف الكتاني يتصل .. تتنهد وتنفخ  .. ترد بعصبيه .

 

الو .. أيوه يا دكتور كتاني .. لاء أنا صاحيه ، انا مش بنام فالوقت ده وانت عارف كويس إن الوقت ده

هو الوقت الوحيد اللي بحبه ومابحبش حد يزعجني ، مش معقول بقالي سنه بتعالج عندك وباجيلك العياده

ومنبهه عليك إياك تتصل بيا فالوقت ده . أنا مش فضيالك دلوقتي خالص ، أنا لازم اَشوف العُشاق المُغرمين

اللي قعدين علي سور الكورنيش ، مين حب مين  ومين ساب مين  ومين حدف ورده في وش مين .... ....

حاضر حاضر هاجيلك كمان شويه .. ممكن تقفل بقا ... إرحمني الشمس هتختفي والعُشاق هيمشوا  أقفل .

 

***

توك توك فرج

ليل ..

ضوضاء شديدة . فرج يقود توك توك وسط طريق مزدحم بالسيارات لتوصيل سيده كبيره فالسن جالسه

بالمقعد الخلفي للتوك توك ..

 

يابني .. يا بني براحه هنتقلب قلبه مهببه علي دماغك ودماغ اللي خلفوك قولتلك . انت مابتسمعش الكلام ليه

عايزه أفهم . وبعدين إيه دقنك الطويله اللي عماله تطيرعلي وشي دي ، انا مش شايفه الطريق منها ومن

ساعة ماركبت معاك ، أنا حاسه إنك مجنون ومش طبيعي ..

 

معلش يا حجه أصلي انا لسه عاملها حمام بلسم  ومسرحها ... إستحملي شوية قربنا نوصل إستحملي  .

منه لله . منه لله الدكتور صوف الكتاني . هو اللي خلاني أشتري توك توك وأشتغل عليه علشان يمكن أقابل

حب حياتي .. لكن مافيش إلا الأشكال اللي زيك دي اللي بشوفها بتركب معايا ليل نهار ..

 

دكتور صوف إيه !. الكتاني . أنت بتتعالج عند خروف يابني ولا إيه حكايتك . مش قولتلك انت مجنون ..

 

الله يسامحك يا حجه .. الله يسامحك ..

 

***

عيادة الدكتور صوف الكتاني  

 

اَهلا اَهلا اَهلا ..

أتفضلي أقعدي علي الشيزلونج يا اَنسه فرح واقفه ليه اتفضلي اقعدي

 أنا بجد عايزك في موضوع مهم للغاية . الموضوع ده فيه حياه أو موت

تحبي تشربي عصير زهرة البنفسج .. هاروح اقطف الزهور أنا بأيدي و بنفسي ..

 

استنا عندك .. شيزلونج إيه اللي أقعد عليه .. ما أنا قعده عليه ومسترخيه . أنت مش شايف ولا إيه !.

 

لاء .. شايف ... بس أنا .... أنا .. ..

 

أنت إيه ! .. قول .. قرب اقعد جنبي يا دكتور كتاني وكلمني بصراحه 

 قولي الحقيقه إياك تخبي .. أنا عارفه .. عارفه إني هاموت قريب ، بلاش تخبي اَكتر من كده اَرجوك ..

 

تموتي إيه بس انتي لسه كتكوته صغيره .. اَلف بعد الشر عليكي ربنا يخدك انتي وهو في يوم واحد 

بصي ... شوفي الصوره دي . دققي فيها . تمعني فيها . أنظري ليها كويس و إنتهكيها وتهكمي عليها .

 

أنتهكها !! ..  إيه القرف ده ... مين ده .. وإيه دقنه دي  .. انا عمري ماشوفت حد كده  .. مين ده ؟.

 

ده فرج .. فرج  يا فرح يا بنتي .. فرج ..

فرج اللي ضيع شبابه وعمره كله وكبر فالسن من السنه اللي فاتت بسببك انتي

ده زميل ليكي .. بيتعالج عندي فالعياده زيك .. ما أنا مش شغال إلا عليكم أنتوا الأتنين والحمد لله

أنا بقا عندي أرصده متلتله فالبنوك بسببك وبسببه .. بقيت غني غنا فاحش . فاحش اَعوذ بالله ..

 

أنت بتقول ... إنو ضيع شبابه وعمره كله من السنه اللي فاتت بسببي أنا ؟ ..

 إزاي مش فهمه !.. ده شكله مُشمئز وقرفان  قوي .

 

تقصدي انتي اللي مُشمئزه وقرفانه من شكله .. هفهمك أنا كل حاجه .. بس إسترخي خالص  وأسمعيني ..

أرجوكي  إفهميني و إفهمي الموقف .. لإنه حرج جداً ... تف ..

 

***

بيت عصام

 

الو .. أيوه يا فرح كنتي فين الوقت ده كله ومابترديش عليا ليه وقفله تليفونك ليه ...

أنا اتصلت علي أمك وقالتلي إنك خرجتي ، أنطقي كنتي فين ومع مين يا فاجره يا خاينه  ...

فين !! ..... الدكتور كتاني . إزاي و انتي معادك مش معاه النهارده ... يعني إيه كان عايزك في موضوع

كفايا لعب وكدب وملع وهلع عليا ...... انتي إيه .. جعانه .. أكيد أوي  أوي يا روح قلبي

مسافة السكه وهكون في إنتظارك فالمطعم بتعنا ... مع السلامه ..

 

*** 

سور كورنيش النيل

 

فرج جالس علي سور الكورنيش ، وبجانبه واحدة من إيطارات التوك توك ، علي ما يبدو إنه يتألم بشده

وهو يتحسس ذراعه وكتفه بيده الأخرى ، إثر إنقلاب التوك توك رأساً علي عقب .. تصل سيارة بسبوسه

وتقف أمامه مباشرة . تنزل من سيارتها مسرعه . ظاهراً علي ملامحها القلق الشديد . تتجه نحوه وتجلس

بجواره تماماً .

 

يا مصبتي السوده .. خير يا فرج مالك . مالك يا فرج رد عليا .. ماترد . أنت شايفني . فرج مالك

انت باصص فين انا هنا جنبك بصلي النحيادي .

 

مافيش حاجه يا بسبوسه اسكتي خالص وحيات أبوكي كفايا اللي انا فيه مش عايز اسمع صوتك .

 

طيب قولي إيه اللي حصل طمني . ما انت اللي أتصلت بيا وخضتني ، عايز تروح المستشفى . رد فيه إيه

قلقتني عليك اتكلم ..

 

أبداً  . وانا سايق التوك توك الهوا كان شديد جداً ودقني وهي بترفرف فالهوا جت تحت عجل التوك توك

ولفت عليه واتقلبت .. لكن جت سليمه الحمد الله .. ماعكيش مقص ؟.

 

عايز مقص ليه يا فرج !.

 

أصلك قاعده علي دقني والعجله اللي لفت علي دقني ..

 

أه معايا في شنطتي أهو ثواني  .

 

طيب بصي بقا عايزك وانتي بتقصي تخدي بالك كويس قوي وتقصي اللي ملوش لزمه وتخلي اللي ليه لزمه

 

***

احد المطاعم

 

عصام انا عارفه انك بتحبني وبتموت فيا . ووعدتني أنك تنفذلي كل طلباتي وده الشيء الوحيد اللي خلاني

أوافق إنك تخطبني والبس الدبله اللي في إيدي دي منك . صح .

 

أيوه صح يا فرح يا روح قلبي .. خير في إيه  أنتي عايزه حاجه ..

 

أيوه عايزه .. فيه واحد بيحبني وانت عارف إن انا بكره الرجاله كلهم بما فيهم أنت . أنا عايزاك تقتله

و تنهي علي حياته ومايبقاش ليه أي اَثر ووجود .. هتنفذلي طلبي ولا لاء ... مش انا حبيبتك .

 

انتي بتقولي إيه ! .. مين ده اللي بيحبك وانا اشرب من دمه ..

 

***

بيت بسبوسه

 

غرفة بسبوسه ..

 

بسبوسة جالسه أمام المراَة  في قمة أناقتها . تضع اللمسات الأخيره من الميك اَب و أحمر الشفاة وما شابه .

تشعل الإضاءة القويه علي وجهها . تنظر للمراَة لتتأمل جمالها من وجهة نظرها . تبتسم سعيده . ثم تلقي

قبلة فالهواء معجبه بنفسها .  يرن الهاتف تمسك به و ترد سريعاً وبلهفه ..

 

الو .. أيوه يا فرج تتصدق انا كنت عارفه إنك هتتصل .... وليد .. نعم يا وليد عايز إيه تاني ! ...

أنا مش قايلالك متتصلش بيا .. انا مش فضيالك أنا خلاص لقيت اللي بحبه ويحبني . باي . باي اقفل ..

 

تنظر للمراَة وتبتسم . ثم تبدأ بإلتقاط أعداداً كثيره من صور السلفي . وتقوم بإرسالهم لفرج ..

و تتصل بفرج  ..

 

ألو .. فرج حبيبي عامل إيه دلوقتي لسه في وجع في شعر دقنك ، أنا قلقانه عليك أوي أوي و مش عارفه

أنام .. ياتري الصور بتاعتي عجبتك ، انا بعتلك أعز ما اَملك من جمال إيه رأيك ... ألو ... فرج  .. فرج

قفل في وشي . الله يسامحه ..

 

***

نهار اليوم التالي

 مدخل عمارة فرج

 

يخرج فرج من مدخل العمارة ويتجه نحو سيارته المركونه بجانب الرصيف .. يفتح باب السياره ليدخل

وقبل الدخول ، بدون سابق إنذار تأتي سيارة مسرعه لترتطم به .. يطير فرج فالهواء مع باب سيارته .

يسقط علي الأرض ويتألم بشده ماسكاً ظهره بيده . ليسقط بعد ذلك و بجواره تماماً باب سيارته ...

 يأتي الماره إليه سريعا لإنقاذه .. وهم يلقون اللوم عليه ..

 

سيده : إيه يابني انت حمار مابتعرفش تسوق ماشي بسرعه ليه كنت هاتموت نفسك ..

رجل : قوم قوم جات ساليمه ماعرفش بيطلعوا  للأشكال اللي زيك دي رخصة سواقه ليه ..

 

***

عيادة الدكتور صوف الكتاني

 

إيه خير يا فرج يا حبيبي مالك إيه اللي عمل فيك كده . وإيه الدم اللي مالي هدومك ده  !! ..

أنت كل يوم يابني هاتجيلي بمصيبه عاملها في نفسك ، ماربنا يخدك وتريحنا أحسن من ده كله

تعالي أقعد . أقعد علي الشيزلونج خلي دقنك مُنسدله . خليها مُنسدله يابني ... أيوه كده .. تف .

 

ابوس إيدك هو انا لحقت أقعد . تف إيه بس .. تف إيه إرحمني يا دكتور ..

 

إعذرني يافرج يا روح عمري  إعذرني .. خير إيه اللي حصلك قول طمني إنفعل يا حبيبي ..

 

مالكش دعوه بيا .. قولي انت عملت إيه مع فرح  ورتلها صورتي .. انطق يا كتاني قول قالت عني إيه ..

 

قالت كل خير فيك يا يابني .. كل خير .. ماتقلقش خالص . أنت في أيادي اَمنه صاينه مُطمئنه ..

 

يا الله يا ولي الصابرين .. انت ليه تعبني معاك يا دكتور كتاني .. وليه طول السنه دي مش عايزني

انا اللي أكلمها بنفسي وأعبرلها عن إعجابي وحبي ليها .. ده انت مش مديني فرصه حتي اشوفها بالصدفه ..

 

هه .. هو انا مجنون اجيب المشط جنب الكبريت . ولا اجيب البنزين جنب شعر دقنك .. إنسا يا فرج يابني

إنسا إن انا أعمل كده .. ضميري لا يؤهلني ويسمحلي .. وبعدين ماتستعجلش قوي ده الموضوع عمال يتعقد

ويذيد كلكعه . وقدام عينك عصام خطبها ومابتحبهوش ، اصلي الإكستريم طربوش مبقاش مقاس رسها وبس

لاء .. ده عمال يكبر ويكبر لحد مانزل علي عينيها ووشها عماها . عماها يا فرج عماها .. تف

 

مم .. عماها !! ... ده انت اللي عامتني .. .. هات شوية لب هات ...

 

***

بيت فرح

 

ألو ... ايوه يا عصام طمني عملت إيه ... بجد يا عصام مات . مات خلاص بجد .. أنا مش عارفه اقولك إيه

أنا بكرهك بكرهك أوي أوي فوق ماتتخيل ، إلهي ينتقم منك ومايخلكش ليا يا رب .. يا أوحش عصام عرفته

في حياتي ويا أوحش زوج عمري ما هتجوزه .. حاضر حاضر بكره أكيد هنتقابل بعد عيادة الدكتور.. سلام

سلام ......

 

***

كوفي شوب

 

موسيقي هادئه . أضواء خافته . الطاوله الاولي خاويه فوقها ذقن فرج فقط . الطاوله الثانيه خاويه فوقها ذقن

فرج فقط . الطاوله الثالثه .. فرج وبسبوبه جالسين يرتشفون القهوة .. فرج يستمع لبسبوسه وهو في قمة

الإشمئزاز  وعاصر علي نفسه ليمونه ..

 

ياااه يا فرج .. ياااااه .. لو يجي اليوم ده واحنا فالكوشه سوا ... و البنات الصغيرين ورايا ماسكين طرحتي

والصبيان الصغيرين قدامك ماسكين دقنك .. ده هيكون أسعد يوم في عمري كله ..

 

تأتي فتاة . وتنظر لفرج مُبتسمه . ينظر لها فرج ويبتسم لها مُنسجم .

 

ممكن من فضلك أخد صوره مع دقنك دي جميله خالص .

 

أوي أوي أتفضلي أهي موجوده  ورا  علي الترابيزات .. بس بعد إذنك ماتنعكشيهاش . ولما تخلصي

تعالي وريني الصوره طلعت حلوه ولا لاء . يمكن ما وافقش عليها لو ماعجبتنيش ..

 

تذهب الفتاة وتلتقط بعض صور السلفي مع ذقن فرج ، ثم تضع ورقة صغيره بداخلها رقم

تليفونها واسمها . و تذهب . فتلمح باسبوسه الورقه بطرف عينيها .

 

بسبوسه في قمة الغيظ والغيره ..

 

فرج ... يا أنا يا دقنك .. قولت إيه .... أتكلم .. مش معقول كل اما اجي اقابلك الاقي معجبينك بنات و بس

أنت شايفني إيه لعبه في إيدك . ده انا صرفه علي عمليات التجميل اكتر من مليون جنيه وكله أصلي علشان

أعجبك .. أنت إيه .. اتعميت مش شايف ..


 بسبوسه .. قومي أمشي من هنا .. امشي ... أنا متفق معاكي نكون أصدقاء وبس لا اكتر ولا اقل ، وانتي

اللي عماله تحلمي بدقني والطرحه ... انا بحب فرح ومش هتجوز غير فرح .. فرح وبس ..

 

***

بيت فرج - الريسبشن

ليل ..

فرج يتحرك ذهاباً واياباً وسط الريسبشن ، يبدو عليه الحيره والقلق والتوتر . يتكعبل في ذفنه الطويله ويقع

علي الأرض .. يخرج الهاتف من جيبه وهو نائم علي الأرض يعاني و يتألم  .. يتصل ..

 

ألو ..... اَنسه فرح ...... أنا مين ......... أنا ....... أنا ......... أنا فرج ..

 

***

أحد المطاعم

 

زي ما بقولك يا عصام ... لسه عايش ومامتش .. انت بتكدب عليا ليه عايزه افهم ؟..


اهدي بس يا فرح  يا حبيبتي اهدي لسه عايش إزاي ،  ده انا مطيره هو ودقنه وباب العربيه فالسما

يمكن ... يمكن حد لحقه وأنقذه وراح المستشفى ولا حاجه ... بس ماتقلقيش خالص . انا هتصرف

قوليلي بقي تكلي إيه ونطلب إيه .... ماتزعليش نفسك بقا يا حبيبتي . أعتبري شهادة وفاته هتكون عندك

 بكره الصبح و بين إيديكي .

*** 

عيادة الدكتور صوف الكتاني

 

فرج مستلقي علي الشيزلونج في حالة إسترخاء تام ذقنه الطويله مُنسدله علي إرض الغرفه بأكملها ..

 في إنتظار الدكتور الكتاني ... يدخل عليه الدكتور الكتاني مُبتسم ... ويجلس امامه ليستمع منه ..

 

ها يا فرج يا حبيبي شعر ولا دقن .. اقصد عامل إيه وعايز إيه .  ده مش معادك خير جايلي العياده ليه ..

 

انا اتصلت بفرح أمبارح يا دكتور مش قادر أتحمل واستنا اكتر من كده .. انا خايف أوي لحسن تتجوز عصام

 

يانهارك اسود ومهبب علي دماغك ودماغ اللي خلفوك .. يا نهار اسود و مهبب عليك وعلي سنينك السوده .

 

افهم من كلامك ده إيه يا دكتور !..

 

لا أبداً ... ده مجرد إعتراض مني علي تصرفك الغوغائي الأحمق .... كمل إيه اللي حصل . قالتلك إيه

اتهبب قول إلهي ياخدك ..

 

مارضيتش تديني فرصه أتكلم .. وقفلت السكه في وشي .. بس قالت حاجه قبل ما تقفل السكه وتقريباً كانت

بتهذقك أنت يا دكتور ..

 

بتهذقني أنا !! . بجد ... ده انا يبقالي الشرف . قول قالت إيه ..... يا بني انطق قول فضولي هيقتلني .

 

قالت وديني .. وديني هلبس حوض السمك الصغير علي دماغ الكتاني زي ما بعمل معاه كل مره

هي صحيح يا دكتور بتعمل معاك كده بجد ؟ ..

 

اسكت يا فرج يابنتي اسكت خالص يا حبيبي  ... دي أسرار عياده .. وهي كده ابتدت تطلعها بره 

اما أقوم أغير ماية حوض السمك لحسن الأقيها جايه في أي لحظه .. وانت قوم امشي . قوم امشي ..

 

***

مبني عياده الدكتور صوف الكتاني من الخارج

 

يخرج فرج من مبني العيادة ، ويتجه نحو سيارته الجديده المركونه بجانب الرصيف ، يلمح سيارة عصام

متوقفه وبداخلها سائق مُلثم . فيتذكر لون السياره وينتابه الغيظ الشديد ، يُلملم ذقنه الطويله ويلفها حول

جسده . ثم يبدأ بالركض بكل قوة وعزم في إتجاه السياره التي اصبحت قادمه أمامه بسرعه فائقه ، فيصتدم

فرج بمقدمتها ويطير فالهواء ، ليسقط بعد ذلك علي الأرض كالعاده .. ماسكاً ظهره بيده يتألم .

 

يأتي إليه ضابط مرور فالحال .. وهو في قمة النرفزه ويهينه بشده .

 

إيه السرعه الجنونيه دي هاتموت الناس اللي حوليك يابني انت . بطاقتك و رخصتك  . رخصتك .

 

يا فندم ده انا الضحيه . انت ماشوفتنيش وانا طاير فالهوا !.

 

اخلص بقولك فين رخصتك . وقوم من علي الأرض كلمني وارفعلي دقنك فوق ..

 

***

المستشفى

الممر ..

بسبوسه أتيه تجري يبدو علي ملامحها القلق الشديد وهي تنظر يمينا ويسارا تبحث علي غرفة فرج

تجد ممرضه قادمه أمامها ..

 

بقولك إيه من فضلك هي فين غرفة فرج اللي لسه واصل من شوية في حادثة عربيه خبطته .

 

تقصدي حضرتك أستاذ فرج أبو دقن .. فالغرفه اللي قصادك دي .. بس يا ريت حضرتك ماتعمليش دوشه

وإزعاج علشان ماتزعجيش المحاليل اللي محطوطاله ..

 

حاضر .. مش هعمل دوشه

تتحرك بسبوسه و تدخل الغرفه بكل هدوء وهي قلقه خائفه عليه ، فتجد فرج مستلقي علي السرير فاقداً

للوعي تماماً . تنظر إليه وتتأمل ملامحه وذقنه .. تبدأ دموعها تنهمر فوق خديها  .. تنف فالمنديل ..

 

الله يرحمك يا حبيبي ونورعيني وسندي فالحياه .. ليه بس يا فرج سبتني . انا عملتلك إيه قولي وفهمني

ليه تعمل في نفسك كده .. كل ده علشان كرامتك مش مطوعاك تقولي بحبك تاني .. علشان انا جرحتك

وخذلتك في الأول وماكونتش بعبرك ورفضاك .. انا موافقه .. انا موافقه انك ترجع للحياه وتتجوز فرح

بس ترجع .. الف رحمه ونور تنزل عليك يا اطيب واوفي واحن واغلي قلب عرفته في حياتي ..

 

اسكتي يا جزمه قديمه شويه و إرحميني اسكتي شويه ابوسك ايديك عندي صداع مش قادر ..

 ابعدوها عني .. طلعوها بره .. طلعوها بره ..

 

***

بيت فرح 

غرفة فرح ..

 

فرح واقفه امام شباك غرفتها سارحه تشاهد غروب الشمس وهي تنظر إلي جميع العُشاق والمُغرمين .

تلمح شاب معه فتاة  ... ثم تتعجب بشده ..  تبدأ تتحدث مع نفسها وفي بالها  ..

 

يا خاين يا ملعون ... انا لسه شيفاك إمبارح في نفس الوقت مع وحده تانيه كنت بتحطلها ورده في شعرها

وفنفس المكان .. بس أقول إيه ... طول ما انا عايشه علي وش الدنيا هنهي عليكم كلكم واخد حقوق البنات

 والستات اللي في العالم كله .. فين دكتور كتاني يجي يقزقز لب ويتف عليك وعلي أمثالك يا خاين يا حقير ..

 

تأتي رساله علي هاتفها .. تفتح الرساله .. وتجد صورعديده لفرج وهو مستلقي علي الأرض وسط الطريق

غارقاً في دمائه  أثناء الحادث .. تشعر بسعاده عارمه هتطير من الفرحه .. تتصل بعصام فالحال ..

 

ألو يا افظع وأقذر إنسان عرفته في حياتي وبيحققلي كل ميولي العدونيه .. بجد يا عصام انا مش عارفه

أهذقك إزاي ولا اقولك إيه من كتر فرحتي بيك . انا سعيده انك في حياتي لحد ما أخلص عليك انت كمان

أنا كده اتأكدت إن اللي اسمه فرج ده مات وراح في ستين داهيه ..  متشكره . متشكره أوي أوي أوي ..

 

***

بيت بسبوسه


باب الشقه يُفتح .. تدخل بسبوسه . وهي تساعد فرج علي الدخول معها وهو متعب ومجهد ..

 

تعالي تعالي يا فرج البيت منور علي أقل من مهلك  .. براحه خالص علي اقل من مهلك . اتفضل نام هنا

علي الكنبه دي . ثواني ألملك دقنك لحسن أتكعبل فيها ... أيوه ... أيوه كده .. كله تمام ..

الف الف سلامه عليك نورتني .. انا مش مصدقه إنك معايا وانت عضم في قفه ، والله مامصدقه نفسي

 ثواني بقا ادخل أعملك شوربه فراخ وتجرب الأكل من إيدي وتقولي إيه رأيك . بحبك .. بحبك .

 

أنا فين يا بسبوسه !! ... وانتي مين يا بسبوسه !!.

 

انت في بيتي يا فرج .. الدكتور قالي إنك كنت لازم تفضل ست شهور فالمستشفي لحد مايبنلك صاحب

ويعرفوا عندك إيه .. بس انا هربتك وجبتك عندي هنا .. والله هطمن . هطمن أوي لما تموت قدامي احسن

وبعدين يا فرج انت مطارد وفي حد هو اللي بيعمل فيك كده ... انت لازم تعرف مين الشيطان ده اللي عمال

بيطيرك فالهوا انت وباب عربيتك كل يوم والتاني وانت فالشارع .. لازم تبلغ البوليس صدقني هو ده الصح

 ماتسكتش علي نفسك ..

 

***

عيادة الدكتور صوف الكتاني

 

يعني إيه اللي أنتي بتقوليه ده يا فرح يابنتي .. ده كده يعتبر خيانه منك ليا  وتذوير في دكتور نفسيه

مش انا متفق معاكي ووعدتك هاخليكي تكرهي الرجاله كلهم بمعرفتي أنا .. مش انا الدكتور بتاعك يا فرح

مش أنا الدكتور المُعالج  قولي الحق .. ما تنطقي يا بنتي ساكته ليه ..

 

دكتور كتاني .. انا بقالي سنه بتعالج معاك من العقل .. انا عايزه أتجنن أتمرد . أكره الرجاله اكتر واكتر

 واكتر .. لإنهم خاينين .. الخيانه في دمهم .. طالما انت بتضحك عليا ومابتساعدنيش وفي الاخر جايبلي

واحد اسمه فرج وتقولي بيحبك .. يبقي انت اللي خاين مش انا .. انت خاين زي كل الرجاله اللي بشوفهم

بعيني من صغري .. انت مش بتساعدني ووجودي عندك زي قلته ... قولت اتصرف انا من نفسي وأموته

واخلص وأنهي عليه بأيدي انا ... هه ... اموته قبل ما يحبني واحبه واتجوزه واصبح ام بتشقي وبتتعب

وبتربي الأولاد وبتشيل البيت كله فوق دمغها ... ولا مريضه مسكينه مرميه فالمستشفي ... وهو اَب خاين .

 

فلاش باك

بيت عائلة فرح

فرح بعمر تسع سنوات .

بابا ... مش هاتخدني معاك اروح  أزور ماما فالمستشفي دي وحشتني أوي .. الله يخليك خدني معاك .

 

قولتلك يا فرح يا حبيبتي ماما كويسه وبخير وهتخرج قريب من المستشفى . وبعدين ياريت تروحي علي

اوضتك زي ما اتفقنا . علشان المُمرضه بتاعة ماما جايه كمان شويه تطمني عليها .. مش عايزها تشوفك

ولا تلمحك علشان بتدي حقن بتوجع .. اتفضلي روحي علي اوضتك ..

 

إنتهاء الفلاش باك

العوده الي عيادة الدكتور صوف الكتاني ..

كنت بسمعهم بودني ... ماكونتش أعرف ابويا كان بيضحك مع المُمرضه أوي كده ليه  وامي المسكينه

 مرميه فالمستشفي . كنت بسمع كل حركه و كلمه وهمسه منهم .. ماكونتش اعرف يعني إيه حب ويعني

إيه جواز ويعني إيه خيانه وغدر وظلم وذل . ويعني ايه راجل وست . ويعني إيه علاقه بين راجل وست

وفلأخر لما امي تطلع من المستشفى بعد علاج طويل من الكانسر يفتري علي أمي ويطلقها ويحدفها قدام

عينيا بره البيت بكل قسوة و حقد وغل . يبقي ليا حق اكرهكم واخلص عليكم كلكم واحد ورا التاني ولا لاء  ..

 

تمسح فرح دموعها المُنهره فوق خديها .. تقف و تحمل حقيبة يدها .. ثم تخرج بهدوء تاركه العياده ..

 

***

بيت فرح 

غرفة ام فرح ..

 

إضاءة خافته .. تفتح فرح باب الغرفه بكل هدوء . تتوجه و تجلس علي الفراش بجوار والدتها المريضه

تمسك يدها وتقبلها .. فتستيقظ الاَم من النوم . تفتح عينيها ..

 

اسفه يا امي قلقتك و صحيتك .. انا كنت بطمن عليكي وبغطيكي .. عايزه أي حاجه يا ست الكل أأمريني .

 

***

بيت بسوسه

باب البيت ..

مش عارف اقولك إيه يا بسبوسه بجد ... انتي إنسانه جدعه وبنت بلد وأصيله .. بشكرك إنك لميتي عضمي

اللي اتكسر  بشوربة الفراخ المقرفه اللي خيالك بيقولك إنها بترم العضم وهي ماتتكلش أبداً .. أبداً يا بسبوسه .

 

أنا ليا كام فرج فالدنيا .. خد بالك من نفسك .. وأوعدني إنك هاتعرف مين اللي بيطاردك و بيعمل فيك كده

أوعدني كمان أول ما العربيه تخبطك أكون انا اول وحده عارفه علشان أجي اشوفك و انقذك واساعدك .

 

حاضر .. حاضر أوعدك ... مع السلامه .

 

مع السلامه يا فرج .. ربنا معاك ...... يانهار اسود ومنيل الباب قفل علي دقنك استنا يا فرج ماتتحركش ..

 

***

عيادة الدكتور صوف الكتاني


الدكتور الكتاني جالس علي سجادة الصلاة يتشهد و ينهي صلاته ..

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . السلام عليكم ورحمة الله ... يا رب يا عالم بالقلوب .. إغفرله  و ارحمه

واسكنه فسيح جناتك اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنه  يا ارحم الراحمين . أمين يا رب العالمين

 

يقف ويمسك سجادة الصلاة ويطبقها بيده ويضعها علي الكرسي ... يرن الهاتف و يرد ..

ألو .... فرج !! .. أعوذ بالله إزاي ده ... انت عايش يابني حي ترزق .. انا ختمت المصحف تلات مرات

علي روحك الطاهره وكنت هبتدي فالمره الرابعه ... تعالي يابني عايز اشوفك . عايز اشوفك

وحشتني يا ضنايا وحشتني . اَلف رحمه ونور عليك مستنيك ..

 

***

بيت عصام 

ليل .

غرفة عصام . البلكونه ..

موسيقي رومانسيه هادئه . عصام جالساً علي الفوتيه المتواجد ببلكونة غرفته .. ساهراً يدخن سيجاره

سارحاً هائماً سعيد .. يتذكر كلام خطيبته حبيبته المحبوبه فرح .. عن شهامته و رجولته معها ووقوفه معها

لتحقيق كل ما تتمناه ..

 

" بجد يا عصام مات . مات خلاص بجد .. أنا مش عارفه اقولك إيه

أنا بكرهك بكرهك أوي أوي فوق ماتتخيل . إلهي ينتقم منك ومايخلكش ليا يا رب .. يا أوحش عصام عرفته

في حياتي ويا أوحش زوج عمري ما هتجوزه .. "

 

" ألو يا افظع وأقذر إنسان عرفته في حياتي وبيحققلي كل ميولي العدونيه .. بجد يا عصام انا مش عارفه

أهذقك إزاي ولا اقولك إيه من كتر فرحتي بيك . انا سعيده انك في حياتي لحد ما أخلص عليك انت كمان

أنا كده اتأكدت إن اللي اسمه فرج ده مات وراح في ستين داهيه ..  متشكره . متشكره أوي أوي أوي  "..

 

يرن هاتف عصام  ليخرجه من هذا المود الرائع الرومانسي الجميل ... يمسك الهاتف .. يرد ..

 

الو ... تغريد !! ... خير عايزه إيه مني يا تغريد . رجعنا تاني لوجع الدماغ . مش خلاص  ....

 

لاء مش خلاص يا روميو ... انا مش هاسيبك تتجوز فرح ولا تتهني بيوم واحد معاها  .....

 

قولتلك مافيش أي حاجه بيني وبينك .. وحبك ليا ده وهم وهم . ماتفكريش فيا تاني وإلا قسماً  ....

 

وإلا إيه يا .... يا خاتم في صباع فرح ... أوعي تكون فاكر إن انا نايمه علي دماغي وسيبباك

تتمتع بوقتك معاها ... لاء .. خالص .. ده انا هدخلك السجن بأيدي ..

 

تدخليني السجن بأيديك إزاي يعني .. مش فاهم انتي أتهبلتي ..

 

لاء ماتهبلتش ... ادخلك السجن بالصور اللي معايا وأنت بتحاول جاهداً تموت اللي اسمه فرج

فرج اللي بيحب فرح وهيضيع نفسه علشانها ... حرام مسكين .. انا لزقتله ورقه صغيره علي دقنه

وانا باخد صوره سلفي معاها . بس ياريت يكون شاف الورقه وقرا اللي فيها وعرف كل حاجه عنك ..

 سلام  يا .... يا  روميو ...

***

سيارة فرح

 

فرح تقود سيارتها متجهه إلي عيادة الكتاني ... يرن الهاتف ... ترد ...

 

الو ...... مين !! ... انت لسه عايش ..انت لسه عايش ...  انت إيه يا أخي قطه بسبع أرواح

اسمع إيه ولا أهبب إيه .. حسك عينك تتصل بيا تاني .. إياك تتصل بيا تاني ..

 

تنهي المكلمه وهي في قمة النرفزه .. وتتصل بعصام .. تتحدث معه بعصبيه شديده ..

 

فرج لسه عايش مامتش ... قسماً عظماً يا عصام إن ماجبتلي خبره كمان نص ساعه أنا هاجي واخلص

عليك انت بأيدي واتجوزه هو ... إيه رأيك بقا ...

 

***

سيارة تغريد


تغريد تقود سيارتها بسرعه رهيبه خلف سيارة عصام أثناء مطاردة عصام  لسيارة  فرج 

تتصل بالبوليس فالحال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .

 

الو ... بوليس النجده ... في واحد عايز يقتل واحد ... قصدي .. فيه واحد هيكون مات كمان شويه

قصدي .. واحد بدقن مش عايز يموت  والتاني اللي من غير دقن عايز يموته

أنا .. لاء مش مجنونه ...... مجنونه إيه يا فندم .... الو ..... الو ....

 

***

عيادة الدكتور صوف الكتاني

 

دكتور كتاني مستلقي علي الشيزلونج ... يشاهد التلفاز في حالة إسترخاء تام .. وبدون سابق إنذار

ينتفض ويقف ليتأكد بعينه في شاشة التلفاز ..

 

خبر مُحزن مُنذ قليل . إنقلاب سياره من أعلي كوبري سته أكتوبر في النيل بداخلها شاب ثلاثيني

قد تم التحقق من هوية الشاب و اسمه بالكامل فرج .. تم نقل المصاب إلي المستشفى بين الحياة والموت  ..

 

مش معقول ... فرج ... فرج ..  بعد الشعر عليك وعلي دقنك ... اَسترها يا رب . اَسترها يارب

لما اكتب ورقه للمجنونه بتاعة الإكستريم طربوش تحصلني فوراً علي المستشفى .. القلم فين القلم فين

اَسترها يا رب ...

 

الدكتور كتاني يكتب الورقه ويتركها علي المكتب ويخرج من العياده مهرولاً  فالحال ....

تدخل فرح بعد عدة دقائق ولا تجد الدكتور كتاني متواجد فالعيادة للمره الأولي في حياته بأكملها

ينتابها القلق الشديد ... ثم تقع عينيها علي الورقه ... تمسكها وتقرائها ..

 

إلحقيني يا فرح يا بنتي بموت ... بموت يا ضنايا  يا  كبدي  بودع  الحياة . قد سئمت منها  ..

 لو عندك ريحة القلب تعالي زوريني فالمستشفي ... تف ..

 

يانهار اسود .. يا حبيبي يا دكتور كتاني .. طبعاً عندي قلب وجيالك ..

تترك فرح العياده فالحال وتذهب ..

***


قسم الشرطة

اسمك وسنك وعنوانك وبتشتغل إيه ؟..

اسمي .. عصام عاصم مُعتصم عصمت العطاس .. عندي 31 سنه  .. مدير شركه مُعلنه إفلاسها

ساكن ف ... والله ما أعرف انا ساكن فين .. ما البطاقه عندك اهي .. إسألها  ..

 

***

المستشفى

 

الممر ..

الدكتور كتاني جالس وحيد بجوار غرفة العناية المركزة . حزين شايل الهم يعتصره الحزن علي فرج

تأتي فرح من أخر الممر يبدو عليها القلق وهي تتأكد من جميع الغرف ... لتجد الدكتور كتاني جالس أمامها

فتتعجب .. وتجلس بجواره ..

 

خير إيه مالك يا دكتور .. انت إزاي قاعد بره كده وانت مريض ... إيه اللي حصل قلبك بيوجعك في إيه

طمني ..

 

مافيش .. اهو خوفك عليا ده يا فرح يابنتي 

 أثبتلي إنك عندك قلب وطيبه وجدعه . ومابتكرهيش كل الرجاله 

 

فيه إيه ماتفهمني ... المشكله إن مافيش حوض سمك جنبي ..

 

فيه ان فرج الإنسان الطيب الشريف . جوا فالأوضه دي بين الحياة والموت .. بسببك

 

تقف فرح وتتعصب بشده ..

 

فرج تاني .... تاني فرج  !!.

 

يقف الدكتور كتاني وكله حزن وشجن وألم وفقدان أمل وخذلان ..

اسمعي يا فرح يابنتي ... انا داخل احضر إجتماع كونسلتو الدكاتره . عايزه تيجي معايا تعالي

مش عايزه اتفضلي امشي ربنا يسهلك .. ربنا وحده هو اللي هيتولاه برحمته المسكين ..

 

لاء طبعاً مش جايه وهامشي .. انت إزاي عايزني أقتل الخاين وامشي في جنازته .. انا عمري ما هاجيلك

العياده تاني ... لأنك دكتور فاشل . سامعني . دكتور فاشل ..

 

تترك فرح الدكتور كتاني وحيداً وترحل ..

***

 

غرفة الكونسلتو

 

يجلس الدكتور المُعالج والمُهتم بحالة فرج . علي رأس طاولة الإجتماع الطاريء بحضور دكتور كتاني .

 

دكتور كتاني ... إحنا قمنا بكل ما في وسعنا لإنقاذ الأستاذ فرج ... وقدمنا كل سُبل الراحله ليه ولدقنه ..

دقنه دلوقتي مصبوغه بلون الصبغه المُفضله لحالته .. وعلقناله محاليل بلسم ومثبت وما شابه من

مُستحضرات العناية بشعر الدقن ..

 

لكن الخبر المؤسف والمُحزن .. إن الأستاذ فرج هيفقد الوعي والنطق لمدة خمسه وتلاتين سنه من دلوقتي

وأي حركه منه .. اكيد هتبقي علامة مُبشره لينا ... لكن للأسف مافيش أي حركه أو أي إشارات صادره

من المخ ... القرار في إيدك أنت يا دكتور كتاني .... هل نسيبه خمسه وتلاتين سنه يتعذب وهو بيصارع

الحياة ... ولا نمنع عنه الأجهزه  وربنا يتولاه برحمته .. الرأي رأيك .

 

تدخل فرح غرفة الإجتماعات فاجأة . فتظهر ملامح الفرحه علي وجه الدكتور كتاني ..

 

لاء ... إياكم تعملوا كده فيه .. إياكم تمنعوا الأجهزه .. فين غرفة فرج .. فين غرفة فرج ..

 

***

غرفة العنايه المركزة

 

تجلس فرح بكل هدوء بجانب فرج  وهو علي فراش الموت ... تنظر إلي ملامحه وتتأملها . وإلي ذقنه التي

لا اَول لها ولا أخر .. فرج مغمض العينين فاقداً  للوعي تماماً .. تبدأ تنهمر دموعها بشدة حزناً عليه ..

 

سامحني اَرجوك ... سامحني ... أنا ماعرفش عملت فيك كده ليه . وانت طيب وبتحبني بجد من قلبك

وحياتك  كانت هتنتهي كذا مره بسببي ... ليه بتعمل في نفسك كده .. علشاني أنا !!.. أنا يا فرج !! .

بجد في راجل بيحب ست من قلبه بجد .. بجد يا فرج ... قوم رد عليا أبوس ايديك .. رد عليا وفهمني انت

مين .. انت مين  أبوس ايديك .

 

تضع فرح يدها علي يد فرج ... فيفيق فرج  ويفتح عينه ... ليجد فرح أمام وجهه و يدها مُمسكة بيده 

شاعراً بألم شديد .. لا يتحدث أو ينطق .. لكنه يضغط بقبضة يده علي يدها . ليؤكد لها أنه حي لم يفارق

الحياة ... الرجاء الضغط علي العلامه الخضراء لسماع الاَغنيه  .. كل عام وانتم بخير عيد حب سعيد .

محمد فيوري .. MP4

كوميدي
فبراير 13, 2022
0

تعليقات

Search