أعضاء ملعونة 2


 

🎃 HAPPY HALLOWEEN  🎃

" أعضاء ملعونة "

 

للكاتب : محمد فيوري


 تصنيف : أدب رعب


اللغة : عاميه مصريه


السن : + 18


الأجزاء : 6 


تاريخ النشر :31-10-2020





" نحن نهتم أن تتخيل ما تقرأ "





بعد مرور ستة أشهر

فيلا عمر ووعد - الزمالك

 

التاسعه صبحاً ..

حديقة الفيلا - غرفة الحارس

 

الحج عارف :

يا صباح .. ياصباح

يا صباح يابنتي قومي علشان تفطري معايا مش معقول أفطر لوحدي كل يوم

وانتي تفضلي نايمه لحد نص اليوم مايعدي ، قومي أغسلي وشك وتعالي معايا يلا

 

حاضر يا جدي أنا قايمه معاك . تعرف يا جدي أنا كنت سهرانه بتفرج علي فيلم

جميل أوي ومانمتش إلا لما خلصته كله .

 

شاطره شاطره يابنتي يا حبيبتي ، خلي عمر بيه يفضل يدلع فيكي كده ويجبلك

كل حاجه تطلبيها منه .. عارفه التليفزيون اللي انتي بتتفرجي عليه ده ليل نهار

أنا وجدتك قعدنا سنين نحوش علشان نشتري ربعه .. أنا هنبه علي عمر بيه

مايسمعش منك تاني ويدلعك بالشكل ده ، لحسن أرجعك البلد عند أمك و جدتك .

 

بتجيب سيرتي ليه يا حج عارف . مالك ومال صباح .

 

عمر بيه أتفضل والله حماتك بتحبك قومي يا بت  للباش مهندس

 

خليها خليها براحتها أنا هقعد جنبها هنا ماتتحركيش من مكانك

يضع  عمر قبله علي رأس صباح

 

عم عمر . ماتسمعش من جدي لو قالك ماتجبليش حاجه والنبي

 

  ماتخفيش مش هسمع منه . أكيد ده راجل كبر وبيخرف .

 

ها ها ها الله يسامحك يا عمر بيه ... روحي يا بت يا صباح اسقي الزرع أجري

عالبال ما أتكلم أنا وعمر بيه شويه

 

حاضر يا جدي .. ماتسمعش منه يا عم عمر أنا حلفتك ..

تخرج صباح من الغرفه .. ويقدم الحج عارف كوب شاي لعمر

 

تسلم إيدك يا حج عارف أنا أسف مابشربش شاي ..

 

***

المستشفى – مكتب الدكتور دياب

 

التاسعه والربع صباحاً ..

 

دكتور دياب جالس منهمك يقرأء بعض التقارير .. تدخل عليه الممرضه مني

ومعها فايل في يدها ..

 

دكتور دياب حضرتك مشغول .

 

مش مشغول أوي . خير عايزه إيه يا مني ..

 

ده الفايل الخاص بتاع مدام وعد . و أنت حضرتك قولتلي فكريني علشان

عايز تكتب ملاحظه فالتقارير قبل خروجها من المستشفى النهارده .

 وبصراحه فيه موضوع عايزه أنبه حضرتك عليه  

 دراع مدام وعد لما بيتحرك فيه حاجه مش طبيعيه بتحصل

 و بتفضل تشاورعلي إتجاه معين .. يعني لما بنحاول نوقفها ب


أيوه أيوه شاطره يا مني هي دي الملاحظه اللي أنا عايز أكتبها فالتقرير

ده عيب بسيط فالأعصاب والأوتار وهايروح لحاله مع مرور الوقت  .

 

***

 

فيلا عمر ووعد - الزمالك

 

التاسعه والنصف صباحاً ..

حديقة الفيلا - غرفة الحارس

 

وعد مراتي هاتخرج من المستشفى النهارده بالليل بإذن الله

عايزك يا حج عارف تكون مولع نور الجنينه كله والفيلا من جوا

وودانك معايا لما نرجع علشان مش هقدر أخرج وأروح وأجي زي الأول

لازم أكون جنب وعد ليل نهار و بإستمرار . فاهمني يا حج عارف

 

فاهمك فاهمك يا عمر بيه ، إن شاء الله ترجع وتخف وتبقي أجمل عروسه سكنه

في حي الزمالك كله بإذن الله .. أنا خيالك يا عمر بيه أول ماتطلبني هتلاقيني

تحت رجلك أنت ومدام وعد ربنا يشفيها .. وصباح كمان تحت رجلك

ومن ايدك دي لأيدك دي ..

 

يا حج عارف يا حج عارف صباح إيه بس عيب تقول كده ، دي طفله صغيره

عندها تمن سنين ، المفروض ترجعها لأمها البلد عندكم وتجيب حد أكبر شويه .

 

أوامرك يا باش مهندس عمر أوعدك لما مدام وعد تيجي بالسلامه ونطمن عليها

أسبوع ولا حاجه هسفر صباح البلد وأجيب حد أكبر يستحمل الشغل والمشاوير

لكن أنا أسف يا عمر بيه إني هسألك سوأل زي ده ... هما فين قرايب حضرتك

أنت ومدام وعد . متأخذنيش أنت قد ولادي ومن عشمي يابني بسألك .

 

وعد يا حج عارف تبقي بنت عمي .. والعيله كلها هاجرت ألمانيا من وقت

ما كنا أطفال أنا وهي ، وأنا وهي بس من صغرنا اللي بنحب نيجي نزور مصر

ويارتنا ما جينا المرادي .. يارتنا ماجينا .

 

أستهدي بالله يا عمر بيه . كل اللي حصلكم يابني نصيب ومقدر ومكتوب ..

بت يا صباح ... بت يا صباح .. تعالي . تعالي خشي أستحمي والبسي فستان

علشان وعد هانم لما تيجي وتوصل بالسلامه النهارده تلاقيكي نضيفه ..

 

***

فيلا عمر ووعد - الزمالك

 

الرابعه عصراً ..

المطبخ

 

كاتيل زجاجي بداخله ماء يغلي .

عمر سارحاً ينظر لماء الكاتيل في إنتظار الإنتهاء لعمل نسكافيه

يشعر فاجأة  بصداع شديد  و يضع يده علي رأسه فالحال

 

هاهاها  أقصد حاسه إنها بتهدي كل شويه لما بتكون فيه حاجه قريبه منها

والفرامل اللي بتحصل كل شويه دي بتتعبني أنا بصراحه وبتخضني .

 

هاهاها  أقصد حاسه إنها بتهدي كل شويه لما بتكون فيه حاجه قريبه منها

 والفرامل اللي بتحصل كل شويه دي بتتعبني أنا بصراحه وبتخضني .

 

ينتهي الصوت من رأسه تدريجياً كصدي صوت ..

 

يتنهد عمر ... ويضع ملعقة نسكافيه داخل المج ويمسك الكاتيل ليصب الماء

يدخل عليه المطبخ الحج عارف

 

عمر بيه .. لا مؤخذه . في عربيه بره وجايبه ورد كتير

هو حضرتك اللي طالب الورد ده كله ..

 

أيوه يا حج عارف ده ورد أنا طلبته من المشتل الصبح

ياريت تجيب الورد عندي هنا علشان أنا وأنت هنزين بالورد ده البيت كله

بمناسبة خروج وعد من المستشفى ده هيبقي أجمل يوم فحياتي كلها .

 

الله يسعدكم ويخليكم لبعض ، حالاً من عينيا الأتنين هاروح أجيبه  ..

 

***

 

المستشفى – مكتب الدكتور دياب

 

الثامنه مساءً ..

 

باش مهندس عمر .. الفايل اللي فأيدي ده أنا كاتبلك فيه كل حاجه

ومواعيد الأدويه لمدام وعد اللي لازم تخدها بإنتظام ، ذائد لو حصلها

أي حاله طارقه  لا قدر الله  تقدر تتصرف معاها أو تطلب مساعدتنا ليك ..

في شاش كتير ملفوف علي دمغها و عينيها ، الشاش ده بطلب من حضرتك

تشيله بأيدك بعد يومين .. وعايزك تعرف كمان إن صوت مدام وعد

مش هيرجع طبيعي إلا مع مرور الوقت ، ماتستعجلش خالص ده لسه فيه

علاج طبيعي لمدة سنه ولا سنتين ، هبقي أفهمك الكلام ده بعدين .

في عربية إسعاف دلوقتي هي اللي هتوصل مدام وعد لحد باب البيت

والمسعفين هما اللي هيوصلها بنفسهم لحد سريرها فالبيت ..

أتفضل الفايل ..

 

مني :

ألف سلامه علي مدام وعد يا باش مهندس عمر وألف مبرك رجوعها

البيت ، واللهي أنت مش متخيل خالص أنا طايره من الفرحه قد إيه

وأسمحلي من فتره للتانيه أبقي أجي أزوركم علشان أطمن عليها .

 

الله يبارك فيكي يا انسه مني  أوي أوي تشرفينا في أي وقت .

ينظر عمر للدكتور دياب

بس أنا عايز أسألك يا دكتور دياب سوأل بسيط لو تسمحلي

 

أتفضل يا باش منهدس عمر

 

هو أنت حضرتك ليه ماكونتش بتخليني أشوف وعد أو أزورها

في أخر تلات شهور عايز أعرف إيه السبب !.

 

بصراحه ده يعتبرعرف عند داكترة التجميل مش بأيدي أنا ، لأن وجهة نظرهم

إنك لما تزورها بإستمرار مش هاتحس بالتغيرات اللي هما شغالين عليها فالتجميل

إنما لو بعدت فتره وجيت شوفتها فجأة .. صدقني هاتحس بالإختلاف أكيد ..

 

***

فيلا عمر ووعد - الزمالك

 

الحاديه عشر مساءً ..

غرفة وعد الطابق الثاني

 

وعد نائمه علي السرير وعمر جالس بجوارها واضعاً يده علي رأسها

مبتسم سعيد بعودتها له ..

 

لو صاحيه و سمعاني عايز أقولك

 إن ده أعظم يوم في حياتي إنك رجعتيلي يا وعد

أنتي ماتعرفيش عاملتي فيا إيه طول فترة بعدك عني

كنت يتقطع  من غيرك ، حياتي ماكنش ليها أي معني ولا طعم

يقترب عمر ويقبل الشاش علي رأسها  ..

 

وعد تصدر لعمر صوت غريب كالأنين فقط ولا تتحدث

وكأنها سمعاه وتحاول التحدث معه .

 

 يومين .. يومين بس والدكتور دياب قالي أشيل الشاش ده بأيدي

علشان تشوفي بعنيكي بيتنا الجديد وتشوفي لون الورد اللي أنتي بتحبيه

أنا هاسيبك ترتاحي . مش هاتعبك بالكلام دلوقتي  .. بحبك .. بحبك يا وعد

أنتي عمري كله .



يقف عمر ويقوم بغلق ستائر الغرفه وتخفيف الإضاءة  ويخرج من الغرفه ..

ترفع وعد ذراعها الأيمن إلي الأعلى فجأة دون أن يراها عمر ..

 

***

الدور الأرضي – الريسبشن

الرابعه فجراً ..

 

عمر جالس علي الفوتيه  أثناء مشاهدة التلفاز وعلي ما يبدو قد غلبه النوم

من الإرهاق والتعب الشديد طوال اليوم .

 

يدخل الحج عارف من باب الفيلا ليجد عمر نائم علي الفوتيه

يمسك ريموت التلفاز ويطفئه .. يحضر بطانيه ويضعها علي عمر

ليستيقظ عمر و يفيق من النوم .

 

عمر بيه أنا لقيت الباب مفتوح ودخلت أشوفك عايز حاجه لقيتك نايم

زي ما أنت كده ، قولت بلاش أقلقك وأغطيك .. أنا رايح اصلي الفجر

تأمرني بحاجه يابني ..

 

متشكر يا حج عارف .. ياريت تبقي تقفل الباب وراك من فضلك .

 

عينيا الأتنين حاضر هقفله ..

 

يترك الحج عارف عمر . ويخرج ويغلق باب الفيلا  ..

ليعم المكان السكون والهدوء التام  .. يسحب عمر البطانيه علي جسده جيداً

ويذهب في نوم عميق .. وبعد عدة دقائق

يشعر بأنفاس دافئه أمام وجهه .. يفتح عينه ليفاجأ بوجه وعد بدون الشاش

أمامه مباشرة وهي تنظر له بتمعن و تصدر صوت أنين مرعب

ينتفض عمر من مكانه فالحال ويقف

 

وعد فيه إيه فيه إيه يا وعد مالك يا وعد . أنتي نزلتي ازاي من فوق لوحدك

قوليلي عايزه حاجه لو عايزه حاجه أكتبيلي أكتبيلي يا وعد هاجبلك قلم وورقه 

يحقق عمر النظر ويتأمل وجه وعد جيدأ ، ليجد عينها اليمني تنظر إلي اليمين

واليسري تنظر إلي اليسار ، فينتابه شعور كائيب بعدم الإرتياح

يحاول مسكها من كتفها والتوجه بها إلي غرفتها .. لكنها تصدر صوت

أنين مرعب بإستمرار ... فجأة ترفع ذراعها الأيمن وتشاور بإتجاه

نقطة محدده في أحد أركان البيت .. ينظر عمر مع إتجاه يدها

ثم ينظر إلي الأسفل بهدوء .. ليجد جميع الورود مقطعه وممزقه

 ومنتشره في كل مكان علي أرض البيت مع بقع دماء قدمها الأيسر ..

 

***

 

المستشفى – مكتب دكتور دياب

 

العاشره صباحاً ..

 

يا باش مهندس عمر ماتقلقش خالص ، ده شغلي اللي أنا شغال فيه من سنين

وبعدين أنا كاتبلك كل حاجه فالفايل والتقارير اللي مدهالك .. أعصاب الدراع

والأوتار والشرايين لسه محتاجه علاج طبيعي .. ومافيش إتجاه معين بتشاور

عليه بدراعها زي ما أنت متخيل .. أنت بس تلاقيك مستغرب شويه علشان ده

يعتبر شيء جديد عليك وقلقان علي مدام وعد ..

 

طيب يا دكتور وعينيها !.. عينيها هتفضل كده عايز أفهم ؟.

 

برضو أعصاب العنين لسه ماشتغلتش كويس .. وبعدين يا باش مهندس عمر

دي مش عينيها ولا رجليها ولا دراعها ، أنت يعني عايز تغمض عينك وتفتحها

تلاقيها رجعت مدام وعد فيوم وليله ، دي الدنيا أتخلقت في ست أيام يا باش مهندس

وبعدين اللي أنا مستغربله من كلامك .. هي ازاي مشيت علي رجليها لوحدها

دلوقتي وفالفتره دي  !.  ده مستحيل إن ده يحصل  ..

 

أيوه بقولك مشيت ونزلت السلالم لوحدها وقطعت الورد فكل مكان فالبيت

ده حتي أرضيات البيت كلها فيها دم مطبوع بقدم رجليها الشمال ..

أنا مش عارف أعمل إيه مش عارف مش عارف ...

 

هدي نفسك بس ماتعملش فنفسك كده ..

 ما أنا مديلك الفايل ومفهمك كل حاجه .

 

يا دكتور يا دكتور أنت بتقول إيه فايل إيه اللي مديهولي أنت مديني كتالوج لمراتي

وطريقة الإستعمال مثلاً  ولا إيه مش فاهم ..

 

مني :

ممكن أسألك سوأل يا باش مهندس عمر من فضلك

 

أتفضلي يا مني .. أسألي

 

هو حضرتك اديت مدام وعد الدوا بتاع الساعه تلاته بالليل ؟.

 

يتذكر عمر ويخبط يده علي رأسه ..

 

للأسف لاء .. نسيت وراحت عليا نومه وأنا بتفرج علي التليفزيون

 

يقف دكتور دياب ويبتسم ..

شوفت ازاي ظلمتنا وقلقتنا معاك ازاي .. أحنا مش غلطنين ..

من هنا ورايح مافيش أي معاد دوا لمدام وعد يتنسي

 مفهوم يا باش مهندس عمر ، ولا تحب أرجعها المستشفى معانا

وتبقي تحت رعايتنا ليل نهار ..

 

لا لا .. أنا مش عايز وعد ترجع المستشفى

 صدقني مش هنسي أي معاد دوا ليها تاني . أوعدك يا دكتور دياب ..

 

باش مهندس عمر .. أنا نسيت أقولك علي حاجه مهمه احنا شاكين فيها

أو مش متأكدين لحد دلوقتي .. ممكن تكون الرؤيه عند مدام وعد مختلفه عنا

إحتمال هي تكون بتشوف بالأبيض والأسود ... ياريت متتعبش نفسك

وتشتريلها ورد كتير أو تتعب نفسك بمواضيع الألوان دي خالص معاها

 لحد مانتأكد .

 

***

فيلا عمر ووعد – الزمالك

 

الثالثه عصراً ..

الحديقه


تصل سيارة عمر إلي وسط الحديقه ..

لتأتي إليه صباح مبتسمه وتفتح له باب السياره بيدها الصغيره

 

عم عمر عم عمر طنط وعد كانت بتبصلي من الشباك فوق وكانت عايزاني أطلعلها

بس جدي عارف منعني وقالي لما عم عمر يجي ابقي أسأليه ... هي ليه مش بتتكلم

وصوتها بيخوف أوي كده .. أنا مش خايفه منها خالص بس عايزه أطلعلها ..

أنا عايزاها تبقي صحبتي ونلعب مع بعض .. هاتخليني أطلعلها .


 هو راح فين جدك عارف .


مش عارفه قالي أنا رايح مشوار ومتلعبيش في حاجه يا بت يا صباح .

 

طيب أطلعيلها وخليكي معاها لحد ما أخلص اللي فأيدي وأطلعلكم

 

بجد يا عم عمر حاضر أنا طلعلها ..

تترك صباح عمر وتجري إلي داخل الفيلا وهي طايره من الفرح  ..

 

ينزل عمر من السياره بهدوء  ويفتح الشنطه الخلفيه يأخذ منها بعض العلب

والشنط الصغيره المليئة بالهدايا .

 

يمسع صوت شباك غرفة وعد يتحرك .. ينظر إلي الأعلي

ليجد وعد وهي تصدر صوت أنين مبحوح  .   

حامله في يدها صباح خارج الشباك وصباح خائفه متشبثه بها

 تتركها من يدها تسقط من الطابق الثاني علي الأرضيه الرخام

لتتهشم رأس صباح فالحال أمام عين عمر

يترك عمر كل شيء من يده ويجري ناحية صباح ، نبضات قلبه

في إذدياد مستمر من هول الموقف .. ينظر إلي الأعلى ويجري

إلي الداخل يصعد السلالم الداخليه للفيلا ويتجه نحو غرفة وعد

ليجد وعم نائمه علي السرير تصدر أنين بإستمرار وهي تشاور

بيدها ناحية أتجاه معين بالغرفه وعيناها تتحرك بشكل مريب ..

 

يغلق عمر جميع شبابيك الغرفه ... ويحضر بعض الأحبال

ويربط جميع مقابض الشبابيك بالأحبال .. ينظر إلي وعد مندهش

وعد تحاول القيام من علي السرير لتمسك عنقه .. يتركها فالحال

ويخرج من الغرفه ويغلق الباب خلفه بالمفتاح  ويضع خلف

الباب بعض قطع الأثاث ..

 

ينزل إلي الطابق الأرضي سريعاً وهو ينهج بشده ، يحضر بعض

الجرائد والأكياس البلاستيكيه السوداء .. ويخرج إلي الحديقه


يضع بعض الجرائد في شنطة سيارته .. ويذهب إلي جثة

صباح ويقوم بلفها بالأكياس البلاستيكيه السوداء ..

يحمل جثتها ويضعها في شنطة السياره . ويغلق الشنطه

 

يجري ناحية خرطوم المياه سريعاً  ، ويقوم بتنظيف الدماء من فوق

الأرضيه الرخام جيداً حتي تختفي من عليها تماماً ليعود الرخام لامعاً

مع إنعكاس أشعة الشمس .. بعد الإنتهاء يتجه نحو السياره

يركبها ويرحل تاركاً حديقة الفيلا ..

 

***

 

المستشفى – مكتب دكتور دياب

 

الرابعه عصراً ..


أنا مش منبه عليكي يا حجه تنسيني خالص وماشوفش وشك تاني ولا لاء

منبه ولا لاء . ردي عليا !..

 

أيوه يابني بس أنا من حقي أعرف هي مدفونه فين .. أبوس ايدك قولي

أنا عايزه ازورها ، يعني مين اللي هيزورها غيري بس ، أحنا مقطوعين

من شجره وانت عارف إننا ملناش حد فالدنيا دي كلها غير ربنا وغيرك ..

 

أنا ماعرفش يا حجه مدفونه فين وماعرفش هي فين مدافن الصدقه دي أساساً

مش أنا اللي بقوم بالأجراءات دي نهائي .. روحي بيتك وأنا هبقي أعرف عنوان

المدافن دي فين وابقي أجي أخدك من أيدك علشان تزوري المرحومه زينب

قومي روحي بيتك وماتتعبنيش معاكي .. أنا ورايا شغل مش فاضيلك ..


تقف جدت زينب وهي تبكي ..

أنت وعدتني يابني . وعدتني . أنا فإنتظارك متتاخرش عليا أبوس ايدك

أنا مابعرفش أنام بالليل من ساعة اللي حصل واللهي ما بعرف أنام .


أطلعي وأمشي يا حجه قولتلك وأنا هبقي أجيلك ..

 

 

***

 

قناة فضائيه شهيره

السابعه مغرب ..

 

المذيعه :

بصراحه أحنا طول الفتره اللي فاتت وأحنا بنتكلم ونعيد ونذيد فنفس الموضوع

الحكومه أه كتر خيرها بتعمل اللي عليها ، لكن الحكايه ذادت عن حدها اليومين

اللي فاتوا دول بالتحديد . لإن أكتر من سبعين طفل وطفله تم اختفائهم فجأه

في أسبوع واحد فقط أسبوع واحد فقط  .. انتوا مستوعبين وفاهمين إن ده

يبقي معناه إيه .. معناه إن دي عصابه كبيره أو مافيا موجوده داخل مجتمعنا

وعايشه وسطينا ولابد من التصدي لتلك الظاهره بشتي السبل و الطرق

نتمنا من الله عودة جميع الأطفال الغائبين لأهاليهم وذويهم سالمين بإذن الله ..

 

الموضوع التاني بتعنا في حلقة النهارده .. واللي جميع مواقع التواصل

الإجتماعي أو السوشيال ميديا بيتكلموا عنه هو .. عودة زوجه ألمانيه

من أصول مصريه لزوجها  بعد حادث أليم حدث لها هي والزوج

 مُنذ ستة أشهر ، وعودتها للحياة بصراحه تعتبر معجزه  إلهية

 

معنا علي الهاتف جراح المخ والأعصاب الشهير دياب القاضي

المُعالج للحاله  واللي هيعرفنا أكتر عن الموضوع بنفسه

أهلاً وسهلاً بيك معانا يا دكتور .

 

أهلاً بحضرتك يا فندم ..

 

***

سيارة عمر

طريق صحراوي هاديء

السابعه مغرب ..

يركن عمر علي جانب الطريق ، ويطفيء المحرك وجميع أضواء السياره

ينزل ويتجه نحو شنطة السياره يفتحها ويحمل جثة صباح علي كتفه

يجري بها داخل الصحراء . حتي يبتعد عن الأعين و إلي العمق تماماً

يترك جثة صباح علي الأرض وهو ينهج ومنهار من البكاء بشده

 يجلس بجوار جثتها ويكمل بكاء .. لينتابه الصداع الشديد فجأة

ويشعر بسكاكين تمزق و تخترق حنجرته يضع يد علي عنقه

ويده الأخري علي رأسه  وهو يحاول التنفس بصعوبه ..

 

هاهاها  أقصد حاسه إنها بتهدي كل شويه لما بتكون فيه حاجه قريبه منها

والفرامل اللي بتحصل كل شويه دي بتتعبني أنا بصراحه وبتخضني .

 

هاهاها  أقصد حاسه إنها بتهدي كل شويه لما بتكون فيه حاجه قريبه منها

 والفرامل اللي بتحصل كل شويه دي بتتعبني أنا بصراحه وبتخضني .

 

ينتهي الصوت من رأسه تدريجياً كصدي صوت ..

 

وينظر للأكياس البلاستيكيه السوداء التي بداخلها جثة صباح

يري جزء من يدها الصغيره ظاهراً خارج الأكياس .

يتذكر كلام صباح معه قبل عدة ساعات ..

 

عم عمر . ماتسمعش من جدي لو قالك ماتجبليش حاجه والنبي .

حاضر يا جدي .. ماتسمعش منه يا عم عمر أنا حلفتك ..

أنا عايزاها تبقي صحبتي ونلعب مع بعض .. هاتخليني أطلعلها .

 

يقترب من كف يدها ويقبلها وينهار من البكاء بشده

سامحيني .. أبوس ايدك سامحيني سامحيني سامحيني .

 

يمسح دموعه ..

 ثم يقف و يبدأ بحفر الرمال بيده  .

 

***

 

فيلا عمر ووعد – الزمالك

 

التاسعه مساءً ..

 

تصل سيارة عمر إلي وسط الحديقه ...

ينظر عمر أمامه بإندهاش شديد و يشعر بأن قلبه سيتوقف تماماً من هول المنظر

الحج عارف مطعون في صدره بسكين للتو ينزف دماء بغزارة . وقادماً بإتجاه

سيارة عمر لطلب المساعده منه ، يسقط أمام السياره غارقاً في دمائه

ليفارق الحياة فالحال  ..

 

يشعل عمر ضوء السياره العالي ليلمح وعد واقفه بعيد بين الأشجار

 وهي تشاور بدراعها الأيمن إلي إتجاه الغرب  وتحاول الصراخ

 بصوت مبحوح ..

 

يخرج من السياره ويظل واقفاً مكانه يشاهد وعد

 

فتلمحه وعد وتبتسم له .. تبدأ تتحرك بإتجاه عمر والسياره وهي

تخطو خطوات مهتزه بصعوبه وتحاول أن تنادي علي عمر

لكنها تتحدث وتنطق الكلمات بإسلوب غريب ونبرة صوت مرعبه

 

عُومور .. عُومور ... وحشتينو ..  وحشتينيو  ... عُومور

زووونب  زووونب .. عُومور ..  سواعودوني  سواعودوني 

عُومور  زووونب

 

يدخل عمر سيارته ويغلق الباب وهو يرتجف لا يستوعب الموقف  ..

 

تتوقف وعد عن المشي والحركه ، وتشعر بالحزن الشديد لخوف عمر منها

تجلس علي الأرض وتنهار فالبكاء بشده وتصدر صوت أنين مبحوح  ..

يفتح عمر باب السياره ويخرج منها مره ثانية

يجري بإتجاه وعد ويجلس بجانبها ويضمها إلي صدره فالحال

 

بحبيواك .. عُومور .. وحشتينيو ..

 

وعد أرجوكي أرجوكي ماتتكلميش أرجوكي ماتتعبيش نفسك

 

زووونب زووونب

 

اسكتي يا وعد اسكتي

 

زووونب زووونب

 

ترفع وعد ذراعها الأيمن وتشاور إلي إتجاه الغرب

 

زووونب  زووونب  سواعودوني  عُومور  زووونب  زووونب

 

اسكتي يا وعد اسكتي أبوس ايدك أبوس ايدك اسكتي

تعالي تعالي ندخل جوا أنا وانتي أرجوكي .

 

تبعد وعد يد عمر من عليها .. وتقف وتنظر للسياره

وتريد الذهاب للسياره .. لكن عمر يوقفها و يمنعها أن تذهب للسياره

 يحملها علي كتفه ويجري بها إلي داخل الفيلا ..

 

***

 

الريسبشن

 

يدخل عمر حاملاً وعد علي كتفه وهو ينهج بشده شاعراً بألم شديد وسط ظهره

يضعها علي الفوتيه بهدوء .. ويذهب إلي المطبخ يحضر حقنه مهدئه

ويعود ليعطيها لها .. ليجد وعد ماسكه ورقه وقلم  وهي تكتب بصعوبه

 

وحشتني وحشتني قوي يا عمر أرجوك ساعدني أرجوك أنا بتعذب قوي

مش أنا اللي بعمل كده مش أنا يا عمر دي زينب . زينب اللي بتعمل كده

أتوسل إليك أربطني بسلاسل حديد علشان مش عايزه أأذيك أو أموتك

روح بص فالمرايا وشوف إيه اللي حصل في ضهرك روح يا عمرعالج

ضهرك أنا خايفه عليك .. نفسي أحضنك وابوسك واقولك بحبك يا عمر

بس مش هاينفع ألمسك وأنت إياك تحاول تلمسني لإن زينب هتأذيك .

أنا عايزه أموت علشان أنتهي من العذاب والألم اللي أنا فيه

ليه مارحمتنيش وخلتني أموت ، أنا عايزه أموت عايزه أموت يا عمر.

 

مين زينب يا وعد . أرجوكي قوليلي  مين زينب !! . أمسكي القلم أكتبي ..

 

ترمي وعد الورقه والقلم  

تقف وهي ترتجف بشده تبدأ عيناها تهتز وتتحرك بشكل مريب

ترفع ذراعها الأيمن إلي إتجاه الغرب وتردد كلمة زينب بشكل هستيري دون

توقف وكأن صوتها متداخل مع صوت أخر ..

 

زووونب  زووونب  زووونب  زووونب .

 

يشعر عمر فجأة  بألم شديد لا يطاق في ظهره .. يتوجه إلي مرآة بالقرب منه

يرفع التيشيرت وينظر إلي ظهره فالمرآة .. ليجد علامات حمراء بأصابع اليد اليمني

لوعد  .

 

***

فيلا عمر ووعد - الزمالك

الحاديه عشر مساءً ..

 

غرفة وعد

 

وعد نائمه علي السرير في حالة هياج شديده مُكبلة بسلاسل حديدية ..

 

 

دمتم بخير محمد فيوري


 

" جزء جديد قريباً "

ادب رعب
أكتوبر 31, 2020
0

تعليقات

Search