" غُربة "
للكاتب : محمد فيوري
تصنيف : قصة أغنيه
" دراما إجتماعيه "
اللغة : عاميه مصريه
السن : متاح للجميع
الأجزاء : 1 فقط
تاريخ النشر : 25-9-2020
" نحن نهتم أن تتخيل ما تقرأ "
بيت عائلة سيف
السابعه صباحاً ..
غرفة سيف ... ام سيف تخبط علي باب الغرفه بهدوء
سيف ... سيف ...
ياحبيبي قوم أصحي هتتأخر ..
" أيوه يا امي سامعك . حاضر حاضر أنا صحيت أهو ..
***
مائدة الطعام
سيف و اخته ملك علي مائدة الإفطار ..
ملك .. صدقني
هاترجع النهارده بإذن الله فرحان وطاير من السعاده وتقولي
وافقوا عليا
وهايشغلوني معاهم ..
تأتي الأم مبتسمه وهي تضع بعض الأطباق علي المائده وتجلس
معهم
الأم : حط فبالك إن أبوك الله يرحمه صرف عليك دم قلبه
قبل ما يموت
وأنت عملت اللي عليك وأخدت أكبر شهاده وهتبقي أكبر مهندس
في مصر
ماتشلش هم يابني ولا تقلق طالما واثق وحاطط في بالك إن
ربنا معاك
مش هايسيبك ...
ملك : نوره
أتصلت بيا امبارح باليل وقالتلي قولي لسيف أنا أسفه
وهاتيجي تزورنا النهارده هي ومامتها علي المغرب
انتوا اتخانقتوا مع بعض ولا حاجه ! ..
سيف : لاء . ماتخنقناش ..
ملك : شكلك بتكدب عليا . قولي إيه اللي حصل أنا أختك
الكبيره حبيبتك ..
يقف سيف ليستعد للذهاب : مافيش حاجه حصلت يا ملك مافيش
يضع قبله علي رأس امه . ثم يتجه اللي باب البيت ليخرج ..
تمسك ملك شنطة يدها وتضع يادها بداخلها . استنا يا سيف
أمسك أمسك
دول ..
سيف : خلي فلوسك معاكي يا ملك انتي عارفه إن أنا بزعل
منك جداً
لما بتعملي كده وقولتلك مليون مره ... لا إله إلا
الله
يخرج سيف من البيت ويغلق الباب ورائه ..
الام وملك محمد رسول الله ...
" بقولك إيه يا ماما مش عايزاكي تعملي أي حاجه
فالبيت النهادره
خليكي أنتي مرتاحه وأنا لما أرجع من الشغل هاجهز كل حاجه
قبل ما نوره
ومامتها يجوا يزورونا ..
تقف ملك وتضع
قبله علي راس أمها . لا إله إلا الله ..
الام : محمد رسول الله . خدي بالك من نفسك يا ملك يا
حبيبتي ..
***
أحدي شركات العقارات الكبرى
المدير : أنا أسف . إحنا مش بنقبل أي حد ماعندوش خبره ..
أيوه يا فندم بس
أنا هاجيب الخبره منين لو مش بشتغل
ما أنتوا لازم تشغلوني علشان يبقي عندي خبره ..
المدير : ثواني ثواني .. ألو أيوه .... أه طبعاً أنا
مستنيه ، ده شُكري بيه
أفضاله كتير علينا ومغرقنا بيها . ماتقلقش خالص ملف ابنه
عالمكتب
قدامي أهو أنا
في أنتظاره في أي وقت ..
يقف سيف ويمسك أوراقه ويبتسم إبتسامه خفيفه بسخريه ويترك
الغرفه
المدير : أستنا
يابني أنت رايح فين إحنا لسه ماكملناش كلامنا ..
***
القاهره - وسط البلد
الرابعه عصراً ..
سيف ماشي فوق الرصيف وسط الزحام والماره والباعه
الجائلين
يبدو علي ملامحه التعب والإرهاق كعادته اليومه للبحث عن عمل
يتوقف ليلتقط أنفاسه . يجلس علي الرصيف ليستريح
وهو يتصبب
عرقاً من حرارة الشمس الشديده .. ينظر بجواره و يجد
شحاته جالسه
فيبتسم لها . يضع يده بداخل جيبه فالحال ليعطيها كل ما
يمتلكه من مال
ثلاثة جُنيهات .. يقف ليكمل طريقه إلي المنزل ..
***
بيت عائلة نوره خطيبة سيف
الرابعه عصراً..
غرفة نوره ونجلاء
... نجلاء علي السرير تتصفح التابلت الخاص بها
وهي تنظر لنوره التي تعرض عليها بعض الملابس لتأخذ رأيها
..
نجلاء : لاء مش حلو .... ولا ده حلو ..... و ده سيف شافك
لبساه المره اللي فاتت
أيوه أيوه هو ده اللي قصدي عليه ، روحي بده صدقيني هيبقي
تُحفه عليكي ..
تتوجه نوره إلي المرآة لتلقي نظره و هي واضعة الطقم أمام جسدها
نوره : لاء مش عاجبني خالص يا نجلاء واللون ده مش هيعجب
سيف
هاشوف حاجه تاني ..
نجلاء : تشوفي إيه تاني أنتي جربتي كل الهدوم اللي عندك و
اللي عندي ..
***
أحد الشوارع المزدحمه
الرابعه والنصف عصراً ..
مازال سيف في طريقه للعودة إلي المنزل قاطعاً مشواراً طويلا سيراً
علي الأقدام . مهموماً سارحاً ناظراً الي وجوه الناس من حوله والزحام
يتسائل في باله ماذا يخبيء له الغد .. فتأتي علي باله نوره لتتغير ملامحه
المهمومه إلي إبتسامه ..
" فلاش باك "
القاهره - كورنيش النيل ليلاً
أضواء ساطعه بألوانها المتنوعه المنعكسه علي سطح مياه النيل
ضجيج و أبواق سيارات وموسيقي متداخله من كثرة الزحام
مع رائحة الدخان المتصاعد
من عربات البطاطا والفشار وحمص الشام .
سيف ونوره جالسين فوق
سور الكورنيش أمام عربة فشار
نوره : ياه يا سيف لو عندك عربيه زي دي ساعتها هكون حرم المهندس
ورجل الأعمال سيف فريد ، ده يبقي أروع وأجمل يوم
في حياتي ..
سيف : حرم المهندس ورجل
الأعمال سيف فريد بعربية فشار يا نوره !..
نوره : إيه اللي أنت
بتقوله ده أنا قصدي علي العربيه المرسيدس اللي قصادك دي .
سيف : أه المرسيدس ... أنا هاسيبك تحلمي زي كل مره مش هقولك لاء
لأنك لما بتحلمي ببقي معاكي فالحلم وبتتمنيلي ديماً إني
أبقي حاجه كبيره وأحنا مع بعض ومش بعيد عن بعض
إنما لو بتحلمي من غيري
أكيد هيبقي ليا كلام تاني معاكي ..
نوره : إيه هو بقي إن شاء
الله الكلام التاني ده ، هتعمل فيا إيه يعني !..
سيف : هاحدف الفشار ده علي وشك كده . كده يا نوره . كده . كده
لاء لاء يا سيف بطل .. هدومي هتتبقع . حرام عليك بجد .
طيب أهو . أهو . أهو .
" إنتهاء الفلاش باك "
***
بيت عائلة سيف
تأتي ملك مسرعه لتفتح الباب لسيف .. ليدخل سيف وينظر لملك بتعجب
لأنها تنظر له دون أسباب
وهي تحاول أخفاء شيئاً ما خلف ظهرها ..
سيف : إيه بتبوصيلي كده
ليه يا ملك في إيه !..
تلات سنين وأنا اللي بفتحلك الباب ده بنفسي كل مره وبأيدي
وعارفه تعبيرات ملامحك لما بترجع وأنت مش بأديك حاجه تعملها
غير إنك بتعمل اللي عليك والدُنيا بتفضل تخبط فيك من كل ناحيه لحد
ما نهت عليك وهلكتك ولسه عندك أمل إنك تلاقي شُغل .
المرادي هاتسمع كلامي وهتاخد التلتميت ألف جنيه دول مني وتسافر
أمسك ... أمسك ...
هاتسافر ياسيف هتسافر أسمع من ملك أختك اللي بتحبك لمره واحده
ينهاران سيف وملك من
البكاء و يعانقان بعضهما ..
***
بلكونة غرفة سيف
الثامنه مساءٍ ..
نوره : سيف أنت لسه زعلان مني علشان قولتلك إن أبويا ممكن يساعدنا !.
رد عليا أرجوك أنا حاسه إني غلطت أكبر غلطه فعمري لما فتحت بوقي
و قولتلك الكلام ده أنا ماكنش قصدي . أرجوك بوصلي و سامحني
أرجوك ..
نوره أنا هاسيب مصر خالص وهسافر .. ملك أختي أدتني فلوس
واللي هقولك عليه دلوقتي تسمعيه كويس مني وتنفذيه بالحرف ..
عايزك تستحمليني سنه كمان هجرب حظي ولو فشلت و ماعرفتش أعمل
حاجه والدنيا لسه بتخبط فيا .. تنسيني وتلغيني نهائي من حياتك
علشان ده حقك . حقك تتجوزي وتعيشي زي أي بنت فعمرك مش
هاضيعي حياتك علشاني كتر خيرك بجد إنتي وأهلك لأنكم إنتظرتوني
وأستحملتوني تلات سنين
..
تنهمر دموع نوره وهي
ناظرة لسيف للحظات صمت وسكون ..
تمسح دموعها بيدها
هو أنا أشتكيتلك .. ولا أي حد من أهلي أشتكالك .. ليه بتقولي الكلام ده !.
ليه بتقطعني وبتنهيني وبتلغي نفسك من حياتي بكل سهوله و أنت عارف
كويس إن أنا هستناك العمر كله
وعارف كمان إني عمري ما حلمت حلم واحد بس وأنت مش معايا فيه
مش هو ده هزرنا وضحكنا اللي ديماً بنهزره وإحنا مع بعض يا سيف .
مش هو ده هزار المهندس ورجل الأعمال سيف فريد ونوره حرمه
مش هو ده هزار العربيات الغاليه اللي بشوفك أنت فيها بتسوقها وأنا جنبك
ده مش هزار دي حقيقه ، صدقني أحلامي معاك كلها هتبقي حقيقه
أنا هستناك العمر كله
أنت سامعني هستناك العمر كله يا سيف العمر كله ..
***
بعد مرور ثلاثة أشهر
مطار القاهره
الرابعه فجراً ..
ملك و نوره و نجلاء يودعون سيف و الحزن علي ملامح الجميع ..
نجلاء : سيف المصحف ده خليه معاك وجنبك ديماً علشان يحميك
" أنا معايا تلات مصاحف بس أكيد هاخده منك متشكر
يا نجلاء " ..
ملك : أول ما توصل تعرف فين أقرب جامع من بيتك دي أول حاجه لازم تعملها
" حاضر يا ملك ماتقلقيش هو ده اللي في دماغي من غير ماتقولي
"
نجلاء : أمسك السبحه دي والبخور ده كمان
" يا نجلاء معايا
خمس سبح وعايزاني أخد بخور كمان .. بس هاخدهم منك متشكر "
ملك : دي صورة أبوك الله يرحمه ودي صورة ماما ربنا يحميها خليهم معاك
" حاضر يا ملك حاضر
هاتي "
نجلاء : أما دي بقي
نوره : يا جماعه أبوس ايديكم فاضل ربع ساعه ويدخل الطياره عايزه أتكلم معاه
تمسك نوره سيف من ذراعه
وتذهب بعيداً عن نجلاء وملك
تنظر الي عينه
إيطاليا فيها بنات جُمال أوعي تخليهم ينسوك نوره يا سيف . أوعي تنساني .
أنت عمري وروحي وحياتي كلها أوعدني إنك مش هاتنساني . تنهار نوره فالبكاء بشده
يحاول سيف أن يتمالك نفسه والدموع ثابته في عينيه
هاترجعلي أوعدني إنك
هاترجعلي ..
" أوعدك يا نوره .. أوعدك . وأنتي أوعديني ماتبطليش تحلمي حلم من غير مانكون
إحنا الأتنين فيه سوا و مع
بعض
أوعدك يا حبيبي وعمري وقلب نوره أوعدك
يضم سيف نوره إلي صدره ويضع
قبله علي رأسها ... لتقترب منهم ملك بهدوء .. ثم نجلاء
... بينادوا علي الطياره
بتعتك
يحمل سيف حقيبة الظهر
ويظل ناظراً إلي " ملك نوره نجلاء "
ثم يتوجه في طريقه لدخول ممر الطائره .. وقبل الدخول يقف للحظات .. و ينظر
للخلف نظرة أخيره لينهار من البكاء و تنهمر دموعه بغزارة
محمد حماقي يا غربة لسماع الأغنيه رجاء الضغط علي العلامه الخضراءِ
أسماء الشخصيات الحقيقية المذكورة فالقصة " سيف و نوره " فقط .
دمتم بخير : محمد فيوري
"
جميع قصص " قصة أغنية " هي قصص حقيقية لأشخاص حقيقيون يعشون لحظاتها
فالواقع
والوقت الحالي وأثناء كتابة القصة و نشرها "
{ لكتابة قصة أغنيه تواصلوا معنا و اتصلوا بنا }
لغة القصة عامية مصرية . أحداث القصة تدور داخل مصر فقط . أياً كانت الجنسية .
تعليقات
إرسال تعليق