مرض نادر 1


 

" مرض نادر "


للكاتب : محمد فيوري


تحذير :  غير ملائم للجميع


تصنيف : كوميدي


اللغة :  عاميه مصريه 


السن + 18


الأجزاء 10 +


تاريخ النشر : 4-9-2020


" نحن نهتم أن تتخيل ما تقرأ "



جلست شهد وأمسكت الريموت لتشاهد التلفاز وهي تقوم بتقليب القنوات بنرفزه وتوتر

هدأت قليلاً ... ثم نظرت إلي ساعة الحائط والتي تشير إلي الواحده بعد منتصف الليل 

نظرت إلي باب غرفة النوم وهي تفكر .. ألقت الريموت جانباً وقامت مسرعه ودخلتها

أشعلت الضوء . ذهبت سريعاً إلي دولاب الملابس . ونظرت بداخله لتختار ما تريد

أن ترتديه من ملابس حميميه ..

***

 

مكتب نادر


" نادر بيه .. نادر بيه .. يا نادر يابني " ..

 

أيوه أيوه يا عم رأفت نعم خير في إيه ..

 

" يابني سيب بقي الورق إللي في إيدك ده وروح بيتك إرتاح  شويه  الله يهديك "..

 

أنت بتقول إيه دي قضيه مهببه معقده ولازم أشوفلها حل بيت إيه اللي أروحه دلوقتي

روح أنت إعملي قهوه فوراً ..

 

" أنا خايف عليك يابني وعلي صحتك ده أنت حتي قطعت شهر العسل ومالحتقتش

ورجعت شغلك بسرعه " ..

 

يصمت نادر قليلاً ، ثم يقف وهو يُشعل سيجاره أخذاً نفس عميق وينفث الدخان بقوه

ينظر في ساعة يده .. يخرج عم رأفت ويغلق الباب خلفه .. يُمسك نادر بهاتفه

ويتصل برقم ويضعه علي أذنه ..

 

" وحشتني يا نادر وحشتني هاموت ومش قادره أستنا أكتر من كده 

أنت إيه اللي بتعمله فيا ده إنت إيه يا أخي حرام عليك إرحمني بقي إرحمني " ..


 

خليكي زي ما انتي مسافة السكه وهكون عندك ..

 

ينهي نادر المكالمه ويضع الهاتف في جيبه وهو ينفث الدخان وينظر إلي الأوراق أمامه , تقع

نظراته صدفة علي الصوره الصغيره لزوجته شهد والمتواجده علي المكتب بين الأوراق

يمسك بها بهدوء وينظر إليها ثم يبتسم في سره  ..

 

***

 

ينطلق نادر بسيارته وسط شوارع القاهره الساهره ليلاً .. يهتز هاتفه .. يُمسك به

 وينظر علي الأسم ويبتسم ، ثم يرد ..


" أنت فين اتاخرت ليه بقالي ساعه مستنياك علي الله تقولي أوراق وقواضي زي كل يوم

أنا إستحملتك كتير وهطق وهاموت هاتيجي ولا لاء لو مش عايز تيجي قولي علشان أنام "..

 

خليكي زي ما انتي مسافة السكه وهكون عندك ..

 

ينهي نادر المكالمه ويكمل القياده وهو سارحاً يفكر ..

 

***

 

جلست شهد مرتديه ملابسها الحميميه علي السرير ، أراحت ظهرها وهي تداعب خصلة من

شعرها سارحة تفكر .. نظرت جوارها بهدوء . أخذت زجاجة عطرها الصغيره رشت منها 

رشه خفيفه علي العنق .. وضعت يدها المضمومتين علي صدرها . تنهدت سارحة ..

 

***


فيلا إدوارد

 

يصل نادر بسيارته إلي حديقة فيلا صديقه " إدوارد " يركنها وينزل منها يغلق الباب خلفه .

ثم يصعد سلالم المدخل .. يهتز هاتفه يخرجه من جيبه قبل دخوله الفيلا وينظر إلي الإسم ثم يبتسم  ويرد ..

 

" أبوس إيدك تعالي أبوس إيدك أنا عارفه إنك أكيد خلصت شغلك أنا محضرالك حاجه

جديده هتجننك ومش هاتخليك تعمل فيا إللي أنت بتعمله ده  حرام عليك يا نادر بقي " ..

 

خليكي زي ما انتي مسافة السكه وهكون عندك ..

 

ينظر نادر أمامه وهو يضع هاتفه في جيبه ليجد صديقه " إدوارد "

 

" خليك أنت عندك أنا سمعت كل حاجه لا مسافة السكه ولا طول السكه

 لو أنت جايلي علشان تزورني عايزك تقفل الموبايل ده نهائي أو ترميه فالبيسين قدامك هنا 

 لو مش هتعمل كده مش هدخلك بيتي " ..

 

وحياتك اسكت يا إدوارد وبطل هزارك السخيف ده هنقعد فين جوا ولا بره ..

 

" لاء جوا إيه أنا محضرلك قاعده فالبرجوله مع الهوا الجميل اللي يرد الروح ده تعالي تعالي

بس زي ماحذرتك تقفل موبايلك مش وقت حريم خالص عايزين نشربلنا كاسين سوا وأحنا 

رايقين . ينظر إدوارد لمساعدته الروسيه .. هاتي كل حاجه بره عالبرجوله يا شانيل " ..

 

***


بيت نادر وشهد

شهد تتحدث عالهاتف بعصبيه..

يا ماما بقولك مش بيعبرني الساعه بقت أربعه ومابيرودش علي تليفوناتي ومابيجيش البيت 

إلا ساعه واحده بس علشان يغير هدومه ويمشي  ، أنا طهقت وزهقت ومش عارفه أعمل إيه 

ومش عارفه إيه اللي خلاني أتجوز الجوازه السوده دي

 بس أنا هتصرف ... أنا هخلي دادي لما يرجع من السفر  يعلمه الأدب ..


 

***

 

تأتي شانيل حاملة معها زجاجة خمر فاخره وكأسين ، تضعهم أمامهم علي الطاوله 

 ثم تُمسك بكأس وتتجه ناحية نادر وهو يتأمل جسدها و ملابسها الجلديه السوداء الامعه

 تنحني أمامه لتضع القليل في كأسه وهي ناظرة له مبتسمه ..

 

" إيه !.. عايز تنام مع دي كمان ولا إيه . دي تبقي مُصيبه " ..

 

لا أنام إيه .. أنا نمت خلاص ..

 

" يانهار أسود ومنيل بتتكلم جد يا نادر نمت مع شانيل !.دي لسه ماكملتش أسبوع عندي "

 

أيوه نمت نمت معاها في خيالي يا أخي .. بس تتصدق إن ده هيحصل قريب يا إدوارد ..

 

" قوم قوم وماشوفش وشك هنا تاني قوم روح لمراتك ، والله حرام عليك اللي بتعمله فيها ده

إنت إيه شيطان ، طيب اتجوزتها ليه من الأساس " ..

 

هه بتقول عليا شيطان يا إدوارد الله يسمحك ، وبتسألني كمان اتجوزتها ليه ، علشان أبوها

يا سيدي علشان أجيب أبوها تحت سناني وأنت عارف .. هو بقي يبقي يشيل ذنبها  ..

 

***


بيت نادر وشهد


شهد مشطاطه وغاضبه حامله شنطة سفر كبيره فارغه و تضعها فوق السرير

 تفتح دولاب ملابسها بعنف وتأخذ منه بعص الملابس بكل نرفزه وعصبيه وتضعهم

في الشنطه ..

***

 

بقولك إيه أنا فعلاً هروح البيت أنام شويه لأني مش قادر وتعبان وعندي محكمه الصبح 

ياريت نأجل القعده الجميله دي لبكره ... يتهز هاتف نادر علي الطاوله أمامه يُسمك به 

وينظر للإسم ويبتسم ويضعه علي اذنه ..   " يتعجب إدوار "



" نادر حبيبي أنت فين ياتري خلصت شغل تعرف أنا لبسه إيه دلوقتي وبفكر فيك " ..

 

خليكي زي ما انتي مسافة السكه وهكون عندك ..

 

 إيه بتبوصلي كده ليه ، أنت شوفتني روحت لحد .. أولاً أنا مابحبش أورح لأي وحده سُخنه 

أو هاتموت عليا  ، كل اللي بيكلموني دول طول الليل والنهار بيكلموني علشان

 جربوني وجربتهم  واللي بتجربني عمرها مابتنساني .. لكن أنا ديماً بموت  وبعشق الهاديه

 اللي علي نياتها واللي ملهاش فالكلام ده خالص ..



"  أنت وسخ  " ..



لاء لاء لاء أنا ماسمحلكش يا إدوارد تقول عليا كده ، يا أخي ده أحنا دفنينه سوا ..

 عمال تقولي شيطان وسايب مراتك ليه وحرام عليك وكأنك بقيت ملاك برييء

 وأنت أساساً سايب مراتك بقلها سنه عايشه مع أهلها في أمريكا ومستنياك

وعايش حياتك لوحدك و داير تنام مع النسوان كلها ، بُص كده علي شانيل 

ده حتي باين عليها الإرهاق والتعب ومش عارفه تمشي ..


***


سيارة شهد 


شهد تقود سيارتها متجهه إلي بيت عائلتها ، تمسك بالهاتف وتتصل بنادر ..

 

***

 

تنطلق سيارت نادر تاركه حديقة فيلا صديقه إدوارد .. يهتز الهاتف ويضعه علي أذنه

 

أيوه يا شهد أنا خلاص قربت أوصل البيت أهو ، أنا مش شايف يا شهد مش شايف

 الشغل عاميني مافيش ثانيه وحده بقدر أخد نفسي فيها قوليلي انتي عامله إيه وحشتيني ..

 

***

"  خليك عندك و برحتك  أنا سيبتلك البيت يا نادر وهعرف إزاي أخليك تطلقني   "  

تغلق شهد الهاتف وتنهار فالبكاء بشده أثناء القياده 

ثم تمسح دموعها سريعاً أخذه نفس عميق لتهداء

وتقوم بتشغيل أغنية الرجاله ماتت فالحرب لساندي فتشعر بسعاده وتبدأ تتراقص

 مع نغماتها  ..

 

***

 

يتعجب نادر من إسلوب شهد الغريب معه !.

و بدون سابق إنذار يشعر بألم شديد لا يُطاق في صدره و المنطقه التناسليه

يركن سيارته بجانب الرصيف علي الفور

 ينتابه الخوف والقلق والتوتر وهو ينظر الي صدره ويتحسسه بيده 

 لأنه يشعر بإحساس غريب يحدث في جسده  بالكامل .. يتصل بصديقه إدوارد فالحال  ..


إدوارد إلحقني بموت . بموت يا إدوارد إلحقني أبوس إيدك .. مش عارف مش عارف 

جسمي كله فيه حاجه غريبه بتحصل ..

 

***

 

عيادة الدكتور (  بُلبُل الببلاوي )

أخصائي ذكوره وعقم وأعضاء تناسليه وجلديه ونساء وتوليد

وغدد حفظاء صماء

 

نادر مستلقي علي السرير وبجواره إدوارد وشانيل يحاولان تهدئته و يبدو عليهم الخوف

والقلق الشديد عليه .

 

يدخل من باب الغرفه الطبيب بُلبُل الببلاوي 60 عام  مبتسماً مرتدياً بالطو أبيض وسماعه 

علي عنقه . وفي يده إريل راديو طويل وبعض صور الأشعه والتحاليل 

وصور أخري لتشريح الجهاز التناسلي الأنثوي والذكري

 يبدو علي الدكتور بُلبُل عدم الإتزان في تصرفاته وإنفعلاته مع المرضي ..

 

إطمنوا خالص مش عايزكم تقلقوا نهائي . أولاً أنا هحط الصور التوضحيه دي قدامكم كده 

علشان تشوفوا كل حاجه بوضوح وقبل ما نشوف الأشعه..  يا تري مين فيكم المريض ..

 

" اللي نايم علي السرير قدامك يا دكتور " ..

 

اه اه أنا أسف العتب علي اللي نايم علي السرير ..

 

 المهم ركزوا معايا ومش عايز أسمع ولا كلمه

اللي هيتكلم وديني هطرده بره العياده  طردة الكلاب ، أديني قولت أهو

 

أولاً زي ما إحنا عارفين إن الهرمون الذكري لما بيزيد عن حده

 بيتحول لنترات الفضه ومشتقتها

فبالتالي بتختفي معاه الأعضاء التناسليه الذكوريه لتتحول بمشيئة الله إلي 

هشش هدوء ركزوا معايا الدكتور بُلبُل بيتكلم ..

 لتتحول إلي هرمون النيتروجين وإلي ثديان وأعضاء أنثويه زي ما انتوا شايفين كده فالصوره

أنا حاولت أعمل بحث بسرعه بس مش لاقي حاله تشبه الحاله دي لا من قريب ولا من بعيد

مافيش إلا فقصص الجن والعفاريت و التلبس والأعمال السفليه والعلويه والشُعب المرجانيه 

 لكن إطمنوا خالص هيكون عندي الحل إن شاء الله طالما أنا معاكم وبتنفس عشقاً و موجود 

 

أستاذ نادر أعذرني ماخبيش عليك واسمع مني اللي هاقولك عليه وامسك أعصابك

 

" انا مش نادر يا دكتور نادر قدامك أهو "

 

أسف أسف ... أستاذ نادر ياريت تسمعني كويس

 

" يا دكتور دي شانيل واللي نايم قدامك علي السرير ده نادر أهوأهو أهو " ..

 

طيب يابني ماتعملش فنفسك كده وتتنرفز عليا  لحسن  وديني أضربك  بأوسخ شبشب عندي فالعياده 

 

أستاذ زفت نادر

أنت عندك مرض نادر مابيصبش إلا واحد من مائة مليون مصري ، شد حيلك

انتهي الكشف ومش عايز اسمع ولا كلمه

 وماتنسوش تبقوا تخدوا المريضه ناديه أقصد نادر معاكم  وانتوا بتدفعوا

حساب الكشف للسكرتيره .

 

" حاضر مش ناسيين هانخده معانا يا دكتور

 متشكرين لوقت حضرتك الثمين تعبناك معانا " ..

 

 

يتعصب دكتور بُلبُل من ولا شيء ويخبط بالإريل ويكسر بعض الأجهزه وزجاجات المحاليل

فيرتبك نادر وإدوارد وشانيل من تصرفاته الغير متزنه ويجرون خارج الغرفه فوراً

 بره أنت وهي وهي بره إطلعوا بره 

قال حاسس بشعور غريب في صدره وأعضائه التناسليه 

 أنا مش فاضي لدلع البنات السخيف ده . كتكم نيله أتاخرت علي معاد مراتي حبيبتي بُلبُله 

 

***


 سيارة إدوارد


إدوارد يقود سيارته وبجانبه نادر وبالمقعد الخلفي جالسه شانيل ..

 

"  يا نادرعايز أفهم يعني كل حاجه فعلاً أختفت من عندك كل حاجه  أنا مش مصدق

ولا قادر أصدق ، مافيش حل غير إني أشوف بعيني علشان أتأكد 

أنا عايز أشوف بعيني علشان أتأكد  "

 

تشوف إيه الله يخربيتك تشوف إيه ، كفايا الدكتور المجنون اللي أنت ودتني عنده 

 في حد يكتب علي العياده بتعته غدد حفظاء صماء ..


 

" أيوه علشان الغدد بتاعت المرضي اللي بيتعلجوا عنده بتخاف منه موت و بتتعلم الأدب

 و بتحفظ صم  "

 

والنبي انت فايق ورايق يا إدوارد سيبني فالمُصيبه اللي أنا فيها

 أنا عايز أروح أكبر مستشفي فمصر  أو  أروح أتعالج بره في ألمانيا

 أنا بموت يا إدوارد  بموت رجولتي بضيع مني قدام عيني ومش عارف أتصرف

 مابقتش عارف ابص علي جسم الممرضه ولا عارف ابص علي جسم شانيل 

حاسس إني بقيت زيهم  حاسس إن أنا وهُما بقينا واحد يا أدوارد 

واحد يانهار أسود أنا عايز ألطم ألطم ألطم ..

 

"  إهدا بس بس إيه اللي بتعمله فنفسك ده يا مجنون بتصوت زي الستات 

هدي نفسك وهاتتعالج إن شاء الله ماتخفش . تلاقيك أكلت حاجه غلط

مسحتلك كل معالم الرجوله من عندك مؤقتاً  ومش معروفلك أنت دلوقتي فعلاً نادر ولا ناديه

لكن صحيح يا نادر أنت كل حاجه عندك بقت زي الرخامه الملساء فعلاً رخامه ملساء يا نادر

 أنا هتجنن "

 

انت بتتريق عليا يا إدوارد طلقني قصدي نزلني يا إما أفتح الباب وأرمي نفسي .

 

" والله ما بتريق عليك أنا بس مش مستوعب إزاي ده يحصل يدخل العقل إزاي ! . "

 

بقولك إيه يا إدوارد أنا عندي حل وصلني بيتي التاني وسيب معايا شانيل النهارده  

أنا قلقان علي نفسي وعايز أطمن يمكن كل حاجه ترجع لطبيعتها لما أجرب .

 

" تطمن إزاي وانت بتقول بقيت زيك زيها "

 

بتتريق تاني عليا يا إدوارد تاني ..

 

"  أمري لله يا سيدي أنا يهمني صحتك و سلامتك يا نادر يا حبيبي ، بس بشرط

تخليك متابع حالتك مع الدكتور بُلبُل الببلاوي وماسمحلكش تقول عليه مجنون

ده بياخد تلات جوايز نوبيل فالأسبوع  وانا متأكد إنو هيشوف حل لحلتك المهببه علي عينك دي   "

 

***

 

بيت نادر التاني


 يدخل نادر سريعاً من باب البيت ساحبا في يده شانيل متوجهاً بها إلي احدي غرف النوم فالحال .

 

***


بيت ام شهد


يعني إيه سيبتي البيت لنادر يا شهد .! ..

 انتي ليه مش بتراعي إن جوزك محامي كبير وعنده قضايا كتير وشاب محترم

و راجل راسه مرفوعه و قمه فالذوق والرقي والأدب والأخلاق

انا هكلمه وأقوله يسامحك علي اللي إنتي بتعمليه  فيه ده  مايصحش ..

 

"  لاء يا ماما استني عندك إياكي تتصلي بيه ،  أنا زي ما قولتلك لازم أطلق منه بأي طريقه "


***

 

يانهار أسود يانهار أسود عليا وعلي حظي المهبب ووقعتي السوده 

 مش بتنطقي ليه يا شانيل انطقي اتكلمي إعترفي يا خرسه ..


 

"  كل إل أنا حساه إن إنتي بقيتي وحده زي أنا "

 

وحده زي أنا !.... أنا بقيت وحده ! ... يعني إيه . كل حاجه راحت بح بح كده فلحظه 

 مش قادر مش قادر أقتنع منك لله   إنتي متأكده إنك ملط و من غير هدوم عايز أصدق 

عينيا عايز ألطم علي وشي ..


 

"  أه من غير هدوم خالص إنتي رميتي هدومي من الشباك علشان كنتي سريعه وهتتجنني

 وعايزه تطمني "

 

يا بنت الكلب بتكلميني بصيغة المؤنث ليه بتكلميني بصيغة المؤنث ليه

طمنيني الله يخربيتك كلامك كله مكسر ومابقتش عارف أنا جنس اللي خلفوني إيه ..

 

" إنتي ليه مش راضيه تصدقي نادر مافيش حاجه عندِك غير رخامه ملساء إنتي بتتعبيني 

وموش هاقول تاني موش هتكلم معاكي تاني  "


 

يقف نادر صامتاً تماماً مصدوم لا يتحرك كالتمثال ، يحاول أن يتمالك نفسه ويواسيها

 لا يقدر يحاول مره أخري لا يقدر مره ثالثه لا يقدر

 يُشعل سيجاره ويتجه خارج الغرفه بخطوات هادئه سارحاً مهموم  يفكر 

تاركاً شانيل فالغرفه وحيده بدون ملابس ..  يمسك بهاتفه ويتصل بصديقه إدوارد ..

 

" ها طمني يا بطل نقول مبروك في أي حاجه روسيه جايه فالسكه  تشكنكوف مشاحنكوف

شاحن تليفون أي حاجه "

 

بتتريق تاني يا إدوارد .. الله يسامحك منك لله .

ينهار نادر فالبكاء  أنت مابقتش تراعي أبداً خالص ولاد الناس والولايه  

 

" ولاد ناس وولايه !. انت بتتكلم بالطريقه دي ليه عايز أفهم !.  وبعدين عايز أسألك سوأل

أنت ليه بتجرب مع شانيل وسايب مراتك فالبيت لوحدها ماتروح تجرب مع مراتك أحسن "

 

لاء لاء إياك يا إدوارد تجيب أي سيره لشهد إياك أبوس إيدك إرحمني وإرحم مشاعري 

الحساسه الرهيفه

 

"  مش عارف يا أخي أنت طريقة كلامك اتغيرت كده ليه وطبقة صوتك إبتدت تبقي

 أنعم من شانيل

أنت حالتك عماله تسوء يا نادر أنا قلقان عليك قوي ، بجد قلقان وقلبي بيتقطع عليك 

من هنا ورايح أنا مش هاسيبك لوحدك أبداً  لحسن حد يضحك عليك ويعمل فيك حاجه

أنا  لازم أكلم الدكتور بُلبُل علشان نشوف هيعمل إيه معاك في الأيام اللي جايه ربنا يستر ويشفيك  "

 

إدوارد ..

 

" نعم يا حبيبي "

 

هات هدوم وملابس داخليه لشانيل معاك وانت جاي تخدنا علشان أنا رميت هدومها كلها من

الشباك وسايبها قاعده عريانه جوا  فالأوضه وعماله  تلعني وتلعنك ، بس بتلعنك أنت أكتر ..

 

" يخربيتك الله يخربيتك ... حاضر ... حاضر يا نادر .. عايز حاجه تاني "  


 

***

 

" العاشره صباحاً .. قاعة المحكمه "

 

نادر مُنهمك ومركز بشده وهو يترافع عن أكبر قضيه مخدرات فالشرق الأوسط  والمتهم فيها

برنس البرانس من عائلة البرانس و الذي متواجد خلف القضبان بقاعة المحكمه

 بحضور أعداداً غفيره لأقاربه جميعهم فلاحين وصاعيده  يستمعون لمرافعة نادر

 بسعاده عارمه و لكلماته المعسوله في حق برنس  ..

 

أنظروا .. أنظروا إلي وجه هذا المتهم البريء .. إنها طفولة الأطفال في ملامحه

وبراءة الأبرياء في عيونه .. وجبالاً ومرتفعات ومنخفضات اخدوديه  في خدوده

أما شنباته ..  شنباته يا سيادة القاضي فهي كالحديد الصلب المتحجر ، هي ملازا أمناً

لتقف عليها الصقور و تعشش عليها وتسكنها ، وتبيض أيضاً إن أرادت وفضلت ذلك 

 

أجل. أجل تبيض .. فأين تبيض الصقور أوتتكاثر دون وجود هذا الرجل الشريف في حياتهم

أين تحيا الصقور حياة كريمه وتمارس حياتها الحميميه وتقضي حاجتها إلا علي شنب

مثل شنب هذا الفحل ، فإن الجحش يخشاه وإن الجاموسه ترتجف رعباً منه عندما تراه

وكل مواشي الزرائب تحترمه و تقدره بشده ، فماذا صنعتم أنتم  للحيوانات اللي مثله

أقصد مثله ، ماذا قدمت أيديكم من تبن وأعلاف بقر وخرفان وطيور وحمير 

 فإنه يحيا حياة طيبه هادئه ولا أحدٍ يفرق بينه وبين أي حيوان أو يفضله علي أي حيوان

 وكل هذا يا سيادة القاضي لطيبة قلبه الوفي كالكلاب السعرانه لكنها في الأساس مُطيعه 


إنني أطالب ببراءة موكلي برنس البرانس براءة كامله لا غُبار عليها  من جميع التهم الموجهة

 و المنسوبه إليه  عاجلاً أم أجلاً   واقفاً أم ساتتاً  نابحاً أو هادئاً  عاضماً أو أكلاً 

 لأنه بالطبع ومن المؤكد  أليف أقصد بريء ..  شكراً .. 

أنا خلصت كلامي سيادة القاضي  .

 

يُلملم نادر أوراقه ويجلس وهو يغمز بعينه لبرنس رافعاً يده له بالنصر 

 فيبتسم برنس لنادر مُنسجم سعيد  ..

 

يقف القاضي و يدخل الغرفه الخلفيه ليتشاور مع أعوانه لبعض الوقت .. ثم يخرج

لينطق الحكم .. مع سماع كلمة  " محكمه "

يصمت جميع الحضور ويقفون فالحال ليستمعوا إلي حكم القاضي علي برنس البرانس

 

" حكمت المحكمه حضورياً علي المتهم في جميع التهم الموجهة والمنسوبه إليه واسمه الثلاثي

 برنس البرانس إبليس بالأشغال الشاقه ألف عام  والإعدام شنقاً أربع مرات

 مع تكرار الإعدام إن لزم الأمر رفعت الجلسه " .. 

 

***

 

الحاديه عشر صباحاً ، مبني المحكمه من الخارج

 

نادر يركض بكل قوة وعزم وهو ينهج مرتدي روب المحماه الأسود والذي يرفرف فالهواء

من شدة سرعته  لأن جميع عائلة برنس البرانس يركضون خلفه يحاولون اللحاق والفتك به

 وهم يطلقون النار عليه بكثافه ، ولحسن حظه الطلقات تخترق روب المحماه فقط 

حتي أصبح  الروب كالمصفاة..


***

  

بيت ام شهد


يا شهد يا حبيبي لازم تقدري إن جوزك بيتعب و بيجري علي أكل عيشه 

 أيوه هو غني ومن عيله كبيره ومش محتاج ، وأيوه هو محامي مشهور 

 بس لازم يحافظ علي اسمه وماكنته الإجتماعيه وسط الناس

 لازم تراعي وتفهمي كلامي مايصحش إنتوا لسه متجوزين ماكملتوش شهر 

وبجد عيب عليكي .

 

"  يعني فكرك يا ماما أرجع البيت ولا أطلب الطلاق من نادر أنا مابقتش عارفه "

 

اسمعي مني جوزك راجل وسيد الرجاله وبيحبك وبيخاف عليكي وحاطك جوا عينيه

 قومي إرجعي بيتك بلاش دلع ..

 

***

 

السادسه مساء - فيلا إدوارد


موسيقي صاخبه مزعجه جداً جداً  صوتها يقترب شيئاً فشيئاً الي حديقة الفيلا

 ليدخل توك توك ويصل وسط الحديقه ويتوقف بجانب البيسين وسلالم المدخل

 ينزل منه نادر ويدفع للسائق الفلوس وهو يقوم بتوبيخه

 

" كتك نيله  صدعتلي دماغي بالقرف اللي بتسمعه ده

وبعدين أنت كنت بتبوصلي فالمرايا ليه طول الطريق 

أنت عارف أنا كنت هصوت وألم عليك الناس و اللي رحمك مني إننا وصلنا ..

 امشي من قدامي . امشي ..



يُغادر التوك توك الحديقه ، ويصعد نادر سلالم مدخل الفيلا ليجد شانيل أمامه وجهاً لوجه

واضعه يدها علي فمها صامته تماماً مندهشه علي منظره المتبهدل ثم  تمد يدها سريعاً

 وتأخذ منه شنطة المحماه وتمسك ذراعه وتساعده متجهين الي داخل الريسبشن

 

" نادر حبيبتي إنتي كويسه تعالي تعالي  ليه كده حصل فيكي لبسك مخرومه  "

 

لبسي مخرومه !..  فين إدوارد

 

" إدوارد  راحت البنك بتتأخر مش بتقول هاتيجي امتي

نادر حبيبتي إنـتي شكلك مرحقه وتعبانه تحبي أتصل ب دكتور بوبلول "

 

لاء ماتتصليش بحد حضريلي الحمام من فضلك يا شانيل وحضريلي كمان

 هدوم وغيارات من عند إدوارد علشان عايزه أخد شاور وافوق أقصد عايز عايز عايز 

 

" طيب ماتتنرفزيش كده نادر بليز إطلعي حمام فوق 

وأنا أحميكي يمكن تطمني علي نفسك "

 

مش عايز حد يطمني 

أنا بقيت أتكسف من البنات والستات وجسمي كله بيقشعر و بشمئز ..


" مش فخمه "

 

إنشالله مافهمتي إطلعي حضريلي الحمام يا شانيل 

 خليني أقلع الروب اللي  متخرم زي المصفه ده ..

 

***


 سيارة شهد


شهد تقود سيارتها سعيده مبتسمه وهي تتراقص مع نغمات موسيقي راب صاخبه

متجهه إلي أحد المحلات البراند  لشراء هديه قيمه لزوجها نادر قبل عودتها إلي المنزل ..



***

 

 فيلا إدوارد - الحمام 

 

بخار ماء يتصاعد بشده  يغطي جميع الأسطح الزجاجيه المتواجده داخل الحمام

أقدام أنثي ناصعة البياض تخطو بهدوء لخارج كابينة الإستحمام الزجاجيه ، وتتوجه ناحية

المرايا الكبيره وتقف أمامها ، يمسح نادر بخار الماء بيده من علي المرايا ، ليري نفسه 

أصبح فتاة جذابه جميله كاملة المعالم والأوصاف  وشعر الرأس أصبح ناعم طويل

 يصل للمؤخره  ..


ثم ينظر برأسة بهدوء و إلي الأسفل قليلاً ،  ليجد أنه يمتلك ثديان كبيران فيندهش ويتعجب

وتتسارع خفقات قلبه بشده .. يرفع رأسه ناظراً إلي وجهه الأنثوي الفتان و الأخاذ في المرايا

 ويتأمله  ..


 يبدأ يُحدث باله بصيغة أنثي !. 


إيه الشعور والأحساس الغريب ده .! .

 مش ممكن .. مايتوصفش .. إحساس رائع جميل مش قادره أوصفه .. ولا فلأحلام 

 حاسه إن أنا بقيت خفيفه من تحت .. شعور رهيف مرهف مُريح غريب عجيب 

ده أكيد من نعومة وإنسياب المكان

الهوا بيعدي مافيش حاجه تقدر تمنعه وتوقفه وتقوله أنت رايح فين .

 

لكن من فوق ..

 من فوق حاسه بتقل علي صدري .. تقل يخنق .. عمري ماحسيته قبل كده  

هو أنا شلت الهم بدري يا ربي ، إيه اللي بيحصلي ده  أنا إتمسخت ولا إيه !.

وياتري الأتنين دول هيروحوا معايا فكل حته أروحها . دول أكبر من اللي عند شانيل

بلاش أتكلم كتيرعلشان العين وهي ممكن الغيره تقتلها وتحسدهم لازم أبخرهم كل أسبوع

وأحافظ عليهم ... لما ألمسهم كده .. لاء لاء أنا خايفه .. خليهم مالين عيني و الدُنيا عليا وبس  

 

لكن أنا فعلاً وبجد حاسه إن أنا  فرحانه قوي فرحانه فرحانه عايزه أطير وأفرفر

أنا خلاص فعلاً بقيت ناديه علي رأي البروفيسور بُلبُل . من هنا ورايح أنا ناديه .. ناديه وبس .

 

يقولوا لشهد بقي نادر جوزك مات شهيد الأنوثه  

ويبقوا يقابلوني لو عرفوا يجبوني قرايب برنس البرانس الله يرحمه ويرحم شنباته

دي تبقي مُصيبه لحسن يرجع تاني زي كل مره بعد ما بيتعدم ويموت .

 

طيب أنا هعمل إيه دلوقتي وهلبس إيه ياربي !..

يا تري إدوارد بيلبس سنتيانات نفس المقاس 

إيه اللي أنا بقوله ده إدوارد عمره ما لبس سنتيانات ده بيشتريهم هدايا بس 

يبقي هي شانيل حبيبتي هنلبس مع بعض سوا

بس مقاسي أكبر منها .. مش مهم مش مهم هبقي أزنقهم مؤقتاً ..

 

تتوجه نادر ناديه بخطوات هادئه نحو باب الحمام  

وتنادي علي شانيل لتأتي شانيل و تتحدث معها من خلف الباب

 

" أيوه نادر حبيبتي أنتي صوتك إغير ليه كده "

 

صوتي بس اللي أتغير إنتي لسه ماشوفتيش حاجه . أنا بقيت موزة الموزز وفرسة الأفراس

 

" مش فخمه "

 

إنشالله مافخمتي ، روحي هاتيلي من فضلك شوية ملابس داخليه من عندك علشان أنقي 

وأختار اللي يعجبني

 

" اه فخمت فخمت إنتي عايزه تجربي علي ملابس أنا علشان تطمني "

 

أجرب إيه الله يخربيتك ده إدوارد لما يرجع 

سهرته كلها هتكون عليا وعليكي ويجرب فينا إحنا الأتنين ويطمن نفسه

روحي هاتيلي الدولاب بتاعك كله هنا عندي فوراً فالحمام

 علشان تيجي تشوفي بعينيك مُصبتي ووقعتي المهببه ..

 

" طيب طيب نادر حبيبتي رايخه رايخه "

 

استني عندك .. من هنا ورايح أنا اسمي ناديه ناديه أحفظيها كويس ناديه

 انتي سمعاني ؟. ......  مشيت بنت العبيطه ..


***


أحد المحلات الراقيه

 

يتقدم أحد العاملون بالمكان ويقترب من شهد

" أأمري يا فندم تحت أمرك "..


من فضلك فين قسم البوكسرات الرجالي

 

" هنا يا فندم ، حضرتك عايزه رسومات معينه ، عندنا رسومات سوبرمان وبات مان

 وسباي .. "

 

لاء لاء طبعاً إيه اللي أنت بتقوله ده  أنا جوزي راجل مش طفل صغير علشان يلبس

 الحاجات دي ، أنا عايزه بوكسرات رجالي رجالي بجد  ورسومات تعبر عن الرجوله  ..


 

***

 

عيادة الدكتور بُلبُل الببلاوي

أخصائي ذكوره وعقم وأعضاء تناسليه وجلديه ونساء وتوليد

وغدد حفظاء صماء .


دمتم بخير : محمد فيوري

 " جزء جديد  قريباً "

للإستماع ومشاهدة فيديو مرض نادر أضغط العلامه الخضراء

MP4



كوميدي
سبتمبر 04, 2020
0

تعليقات

Search